" الكابوس ”
نظرت للساعة المعلّقة على الحائط ، ثم فركت عينيّ ودقًقت في العقارب لأجدها تشير الى السابعة والدقيقة الأربعين .
يا إلهي سأتأخر عن الإمتحان ، نهضت من فراشي ، وإرتديت المريول الأزرق ذو الياقة البيضاء على عجل، لم أنتبه من قبل أنّ أزراره يفوق عددها الإثني عشر.
لبست الجوارب البيضاء ، وإنتعلت حذائي ، وربطت شعري المنكوش (دون أن أسرّحه) بشريط ستان أبيض .
حزمت حقيبتي ورحت أهرول مسرعة الى المدرسة.
كان عليّ أن أصل قبل الإصطفاف بطابور الصباح ، والا سيغلقون البوّابة الرئيسية ولن يسمحوا لي بالدخول الا بإصطحاب وليّ أمري.
تعثّرت بحجرٍ وسقطت أرضاً فإتّسخت ركبتيّ وتشققت .
نفضت التراب عنها وأنا أتألّم ثم تابعت سيري بصعوبة بالغة .
وما أن وصلت حتى وجدت الباب مغلق. عرفت أن الجرس قد قّرع، والدخول للصفوف قد تمّ، والإمتحان قد بدأ .
أنزلت الحقيبة عن كتفي وبكيت ألماّ وتعباّ وغضباً .
وإذ بصوت أمي توقظني لمساعدتها في تجهيز ما يلزم للنزهة التي خطّطنا للقيام بها بمناسبة عطلة نهاية الأسبوع.
آه يا أمي !
كم كان ما رأيته كابوساً مخيفاً.
فاطمة البلطجي
لبنان/صيدا