جارة الدار
ياجارة الدارِ بعد سنين التقينا
وفاضت بالبكاءِ واحمرت العين
ياجارة الدار كم سنين مضينا
ماعاد اللقاء يكفي ناظرينا
حزنٌ وأشجانٌ وعمرٌ فنينا
ذاك الذي نشرت أحزانه الخافقينا
وذاك الذي مابارحت عنه ليالينا
سأصمت ها هنا . وأثمل قليلاً
كم جرح لك في الأعماقِ؟
وكم كلام كثيراً قيل فينا ؟
تعثرت كل خطانا وتاه ماضينا
ماذا عساي أن أقول أو أحكي ّ
لعمرٍ لم تشل فيه السنينا
ياجارة الدارِ ماعاد للدارِ سكنى
فقد رحل كل من كان حولينا
لم يبقَ في الدارِ غير اثرٍ
في وحشة المكانِ كان يسلينا
كفكف دموعَك يا عينٌ
فما ينفع البكاء إذا عميت العينا
لنا في الحياةِ عيشٌ وأيام تنقضي
وكلٌ يغدو غداً عند بارينا
وتلتقي الأرواحُ عسى بعد الموتِ
ترضينا.
الكاتب محمد علي كاظم