***هي الجثة***
هي الجثة...
أدماها الشتاتُ ومكرُ السنين
دنًسَ بياضَها وهمٌ زئبقي ...
طاردَ الأفراحَ جهرة
جَدَعَ شجر البرتقال والتين
وعلى ضفاف الفقدِ...
تناسل الهجرُ والعويلُ والموت والأنين
هي الجثة ...
مزًقَ أطرافها الجهلُ والسلب اللئيم
وشيطانٌ أخرس لقح الخلق مكرا...
ليحيا ممسوخا وبوجهين
هد ربيعها...ربط أقلامها
وفي التيه عاش النعمان بلا محطات حزين
ودون وداع أفلت الأنجم والشموس
كانت تحمل رزمة آلام وذكريات العرين
صراخ أثقله صوت البارود...
دوي الرعد وعجافُ السنين
نشدت عزة وودت كسرة خبز...
فأكرمها الطاغوت نكالا ..
وسمها بالقهقرى على الجبين
وببضعة حروف جريحة ...
قضى أن تحيا أزهارها قربانا لسمين
هي الجثة ...
نخرتها الأنا والمغلق فقفزت نحو السراب
قد زرع الغجر بين الازهار الجراب والخراب
ولإرضاء الذئب تقاسموا الوزيعة...
وصفوا بن الأرض بالثعبان والتنين
ذبحوا فيه الإنتماء والإخاء والحنين
إتخذوا الاهات شريعة ...
ليلتقطوا صور طفل لفظه البحر وأم إقتنصها لعين
وما داء الجثة إلا تفريط في وصية الأمين
بل فرقان رب العالمين
ضاعت وصية لقمان
هاجر الخلق حقول الزيتون والرمان
جذور الجثة والأصل والطين
حولوهم أشلاء وخشا ...
ومن جلدة ذويهم يطعمون الثعابين
هي الجثة...
سقيمة وزادها الغباء سوادا
زاد السدج فيه بلة وفسادا
ثار الثراب ....
وحيدا مقطوع الأوصال مسكين
هي الجثة....
لقاحها عدل وصواب
وئام وتحاب بين أنجمها فهي الشرايين
وبالمحبة تشفى الجراح وينتهي الأنين
***الأديب والشاعر :أحمد الكندودي***المغرب***