........ وجهة رحيل.......
أسرى بي شوقي إليك
على صهوة ذكرى،
تغنت بها العصافير
على أشجار الرمان........
طرب لها النحل حتى
حلت من شهده
شفاه الخلان......
هذا الرحيل ليس رحيلي،
و لا الفتيل الذي انطفأ
في قلب قنديلي.
انا القتيل الذي أردتني أعماقي
حين غصت فيها
بحثا عن هيكل المرجان.
المبتلى الذي تطاولت حروفه
على المعاني و انكسرت
كالموج على الشطآن.
لا الذاكرة أسعفتي
لا الهروب من وجهي
لا محاولات النسيان.
لم تتمالك نفسها ومضات أيامي
حتى تفرقت كشظايا مرآة،
تحطمت تحت دقات الأحزان.
..... كانت احيانا في الأفق تلوح:
(....تفاصيل زاهية
تلألأت تحت الشمس
أقحوانا و شقائق النعمان،
تحاول أن تعلمني لغة الألوان.
...تقول أشياء في نفسي عن نفسها
لم أفهم منها شيئا حتى الآن)
....و احيانا صيب الوحشة يحتفي
(......يمر السحاب الأسود كالدخان
عبر قلبي و بين أضلعي
و أنا في بحر الشك غارق
و بين أمواج الظنون و الهذيان.
جسدي كان باردا
و انا بينهم كالجثمان
خدر البال شاردا
ملفوفا بثوب الخذلان)
......تنقطع الاشارات و تعود
(.....تومئ لفراشات
ترقص تحت زخات دموع،
ان هيت لركح جفون
يبكي لأجل عيون
بلا هوية و لا عنوان)
لا تلوحي لي عند الوداع
(......فطريقي لم تكن أبدا
على ما اعتادت عليه عيون الانسان.)
أحمد الرايس