*المُتَحدِّي*
قال الغزّاويُّ النّحيف
صاحبُ الرَّأيِ الحَصيف
بلهجة المُتحدّي الصّريح
كأنّه سنبلةٌ تَحدّت مِنجلَ الرّيح
مُتوجِّها بالخطاب لِأهله وذَويه
وعَدُوٍّه الّذي يُؤذيه :
لن نَخضَعَ والدّمُ فينا نِداء
لن نَركَعَ والحَقُّ فينا ضِياء
وإن سَلبُوا منّا الماءَ والغذاء
وبِتنا نفترِشُ الجُوعَ
ونَلتَحِفُ الظّلامَ غطاء
نبقى كالصّخر جدارًا للبقاء
فقالت أُمُّ الفَتَى
مُسانِدةً لِابنِها الفَصِيح
وهي تُزَمجِرُ في غَضَبٍ تَصِيح
كقَصفِ رَعدٍ وعَصفِ ريح:
لن نَنهارَ في وَطأة الشّقاء
قوّتُنا تُزهِرُ مِن جُرحِ الانتِماء
وتَنبُتُ مِن حَصَى التَّضحِيةِ والعَناء
والرِّضا بقَدَرِنا المَكتوب
في السّماوات العُلَى
سنَصبِرُ على الابتِلاء
وإن مُزِّقَت أجسامُنا
وتناثرت أشلاء
سنتحمّل الضُّرَّ والأذى
كما تحمّل أيّوب البلاء
ثُمَّ أضاف أبو الفتى
في إصرارٍ وتَحَدٍّ ودَهاء:
سندفع دِماءنا تضحيةً وفداء
لأرضِ المُرسَلين والأنبياء
بَوَّابةِ الأرضِ إلى السّماء
سنَذُودُ عن قُبّةِ الصّخرةِ
والمسجدِ الأقصى
وساحةِ الإسراء
ما دام فينا نبضٌ يُوقِظُ الحياة
سنَكسِرُ قَيدَ القدس
ونُطفِئُ لَهِيبَ الجُناة
ونَشرَبُ الحُرّيةَ مع أُولَى النّسَمات
وتُزهِرَ الأرواحُ فَرِحةً في السّاحاتِ
نستلهِمُ خُطَى الثُّوّارِ
مِن نَزِيفِ المِسافات
جيفارا في الجِبال
مانديلا في الزَّنازِين
والمُختار في الرّمايات
نحن أحفادُ عنترةَ وصلاحِ الدّين
عزيمتُنا لا تنكسِرُ ... لا تَلين
كمال العرفاوي في 31 / 05 / 2025