الأحد، 25 مايو 2025

Hiamemaloha

ومضات قبيل الغروب / الوميض السابع للشاعر المهندس فتحي فايز الخريشا

 .                     ومضَات قُبيل الغُرُوبِ

                        (الوميض السابع)

كلُّ شيءٍ في هذا العالمُ ٱنبثق بحيَاةٍ وللمَوتِ .. 

كُلُّ شَئٍ يَحتملُ الصُّعُود ..

وكذا يحتمل السُّقُوط ..

كلُّ الأشياءِ في هذا العالمُ تحتملُ حقيقة الوُجُودِ لثابِتٍ مَكِين ..

إيهٍ ولمحض تمويهٍ مُقَلْقِلٍ من مَاكِرِ أخادِيعِ أبَاطِيل ..

تحتمل اللاوجود لأخيلةٍ من تهويمِ خيَالٍ ورأرأ سرَاب ..

لخيَالٍ مُتخفٍ في واقع يحدوهُ الظّهُور من خلفِ أستارِ الظَّلمَةِ والضَّبَاب ..

وما بين الحقيقةِ والخيالِ يَتأرجح الإدراك ..

فإمَّا أنْ يُبصر النورَ خلف الأستارِ عن الظَّلمةِ حيث تنبثقُ الحقيقةُ وَمَضَات في أردِيَة الظِّلالِ ..

أو يضلَّ في متاهَاتِ الأخيلةِ بين ضِيَاءِ شاهِدٍ وظلِّ غائِبٍ ..

تقتاتهُ الحَيْرَةُ ويَتغطَّاهُ الظَّلامُ ..

فٱنظر خطواتك على كلِّ دربٍ ..

كن يقظا في المِيزَانِ لسِرِّ جَوهرِ كلِّ حقٍّ ..

تذكَّر أنَّ الصِّدق وحدهُ هو المقياسُ الأعلىٰ الذي يَعلو بك فوق كُلِّ تدلِيس .. فوق كُلِ خِدَاعٍ ليصِل بك إلى جَوهَرِ اليَقِين .. 

إلىٰ صَمِيمِ مٌؤكَّدِ دِرَايَةٍ علىٰ ريبةِ توَهُّمٍ أو صَحِيح بَيَانٍ ..

تذكَّر انَّ الطَّريق نحو السُّمُوِّ لا يُدرَك بخطواتٍ تسيرُ على مَسلكِ الزَّيَغان .. بل ببَصِيرةٍ تتعمَّق على كلِّ أثرٍ لحوز الحقيقة لعالِي مَنزِلةِ المُقَامِ ..

ٱبحث عن الحقيقةِ التي لا يَطالها الشَّكُّ والظّنُون .. 

لا ولا تطالها الحَيْرَةُ والزَّوال ..

ٱبحث بِبَصِيرةٌ تمِيزُ بين ضوءٍ مخادعٍ لمهَاوِي الظَّلامٍ وبين نُورٍ صَادقٍ لعرَاءٍ صَرِيحٍ ..

ٱمضِ بثقةٍ على الدَّربِ ..

بٱعتدالٍ في وزنةِ القِسْطَاس ..

فكلُّ أمرٍ لدائِرةِ مصفوفتِهِ هو حقِيقة كيلتهُ في المِكْيَال ..

فٱبصر أنتِ في كلَّ كُلِيَّتك سامِيًا فوق كُلِّ دائِرَةٍ تدورُ بيْنَ يَمِين وشِمَالٍ ..

ٱبصر أنت في مِيزانِ الصِّدقِ فوق كُلِّ خُدعةٍ وتضليلٍ لِحَي يَقِين .. .

                  من ديوان غربة الٱنتماء لمؤلفه :

                   المهندس فتحي فايز الخريشا

                                 ( آدم )

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :