الجمعة، 20 يونيو 2025

Hiamemaloha

نصوص / حوذي مركبة الشعر للشاعر حميد العادلي

 نصوص 


حوِّذِي مَرْكَبَةَ الشِّعْرِ


وكعادتي اليوميّةِ في زِيارةِ مَعالِمِ بغدادَ القديمةِ، ألتقي بالحَمّالينَ والسُّكارى المُتخفّين، وباعةِ الأحذيةِ والثِّيابِ المُستعْمَلةِ، وجمهورٍ عريضٍ يسيرُ دونَ أنْ يعرِفَ المَحطّةَ القادمةَ.

مَدينتي أَصبَحَتْ متاهةً غامضةً في سيركٍ كبيرٍ.


٢

دائمًا كُنتُ أعتقِدُ أنَّ الأنهارَ والأشجارَ مثلي،

تسمعُ حكاياتِ الحُزنِ من المارّةِ، ثمّ تبدأُ بالبُكاء

بِشكلٍ مُنفَرِدٍ.

اليومَ اكتشفتُ جهلي مرّةً أُخرى!


٣

مَرّةً حاولتُ عبورَ جسرٍ قديمٍ،

فكانتْ تعبرُ بجواري كلابٌ، وعرباتٌ، وخيولٌ،

ومدينةٌ تبحثُ عن نصفِها الضّائعِ في الضفّةِ الأُخرى.


٤

لا أعرِفُ لماذا

بعدَ كُلِّ ليلةٍ أَقضيها مع سيّدةٍ جميلةٍ،

أَشعرُ بالمطرِ يَرُشُّ نافذتي،

حاملًا باقاتِ وردٍ، ودِيوانَ شِعرٍ جَميلٍ؟


٥

بعيدًا عن البحرِ،

كانَ القُرصانُ والقواربُ القديمةُ

يَتهامسونَ ليلًا، يَشعرونَ بالنهاياتِ القاتلةِ،

وبالمدنِ التي اعتادتِ الخيانةَ.

الأوّلُ اتَّخذَ المقهى بيتًا،

والقواربُ تَهشّمتْ تحتَ رُعونةِ المَطارِق،

وأنا كنتُ أَبكي!


حميد العادلي

العراق

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :