همست في أُذونيها صائحا :
أحبك ِ يا ضحكة الصباح
و يا قمر المساء
و يا شذى الزهر
و يا جمال البحر
و يا موال الشعر
و يا زخات المطر
و يا شدو الطير
و يا كلمة الخير
و يا لقاء السفر ٠٠
و يا سر المبتدأ و الخبر
الخلود أنت ِ يا عروس الحضر و المضر ٠
صمت برهة ثم أجابت في ضجر :
أحقا أنت َ من البشر ؟!
ثم أردفت قائلة :
آه يا عمري المتناثر ٠٠
مثل بقايا الأثر
و لماذا كل هذا الغزل ؟!
و عبارات العشق بلا ملل
و نحن قد كبرنا على هذا القول
فأنتابني شيء من الخجل
و كدت أن انصرف في وجل
كمن في الصحراء يفقد زاده و الجمل
و قد تبخرت في رحلته حروف الأمل
و خاصمته لحظات الفرح و الشجن
و من حولنا العالم يموج بالفتن
و السلام قد هجر المدن
و الكثير منا يتهاون في حق الوطن
كل شيء هنا يا حبيبي قد تغير و أصابه العفن
و بات يترنح في عباءة الوهن
الكل لا يهمه إلا أن يدفع أو يقبض الثمن ٠
و يدعي وصلا بليلى إلى جنة عدن
و مضينا لا نلتفت و قد أصابنا الحسد
نسير في شتات بين الروح و الجسد
نطلب من الله العون و المدد
و نحلم في يقين مع الغد
نردد في حب و إيمان على هدى و قولنا أحد أحد ٠٠
( السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد - مصر )