حنين لا يعترف بالمواسم......
الحنينُ... لا يشبه الوقت، ولا يلتزم بتقويم الفصول.
قد يزهر في عزّ الشتاء،
ويعصف بك في قلب الربيع،
كأنّه لا يعترف إلّا بنبضك، ولا يستأذن قبل أن يطرق أبوابك.
أحيانًا، يهاجمك في لحظةٍ لا توقّع لها،
في رائحةٍ عابرة،
أو لحنٍ قديم،
أو ضوءِ شمسٍ سقط على الزاوية نفسها التي كنت تجلس فيها ذات حبٍّ مضى.
هو لا يسأل: "هل نسيت؟"
بل يُخبرك ببساطة أنّك لم تَنْسَ،
وأنّ القلب، وإن حاول، لا يُتقن فَقْد من تعلّق به حقًّا.
الحنين لا يُشفى منه،
لأنه ليس مرضًا... بل امتدادٌ لشيءٍ كان جميلًا،
ورحل قبل أن نكتفي منه.
هو غيمةٌ بلا موعد،
تُظلّلنا حين نظنّ أنّ السماء صافية،
وتُمطر فينا شعورًا قديمًا،
كنّا نحسبه قد ذاب، فإذا به حيٌّ، يختبئ في أعماقنا.
نحن لا نكبر على الحنين،
ولا نختار متى يعود،
لأنّه ببساطة… لا يعترف بالمواسم.
بقلمي: الكاتب و الأديب شتوح عثمان