رجل الغروب
أجلس تحت تلك الشجرة التي طالما ظللت أحلامنا ..و حضنت تحتها همسنا . و حفظت كلامنا ..يداعب مسامعي صوتك الذي كان يرن بأرجاء المكان . و أنت تنادي اسمي عاليا ..تدعونني إلى تناول كوب الشاي برفقتك ..
أبحث الآن وحيدة عنك ..عن كلماتك ..عن طيفك ..عن سحر قوافيك ...أفتش عنك في آفاق بلا حدود... و في كأس الشاي ذاته التي قبلته شفتاك مرارا ..
أفتش عن ضحكاتك المورقة سعادة و هي تجوب أرجاء حديقتي البائسة دون عطرك ..
كيف لي أن أصبح بكل هذا التبعثر و الضياع و التشتت دونك ..؟؟
كيف سأواجه الشتاء و ارتدي معاطفي ذاتها التي تحتضن رائحتك ..؟
كيف لي أن أبصر دربا جديدا دون عينيك ؟
و أن أشحن روحي المثقلة بغيابك المر لتواجه ما تبقى لي من أيام ..و نجمك الأفل المبعد عن دياري .؟
كيف أقلّب دفتر خطته أناملنا يوما ..فيه عبارة لي و عبارة لك ..و أبحث في ظلال حروفك عنك و لا أجدك ..رجل امتطى صهوة الغروب و أضاع طريق العودة ...
كيف غدت أحلامنا سرابا ؟
و أيامنا وهما ؟
و حبنا ذكرى لصور تعج بالذاكرة ؟
بعد إن كان همسنا ترانيم العشاق ...
كيف استجديك ..؟
وأنت الغائب الذي لا يعود و الحاضر الذي لا تغادرني ..؟
كيف استجديك ..و تعود لأحضاني لو برهة من زمن ..أشتمك و للمرة الأخيرة ..و أضمك للمرة الأخيرة .
و أنادي بعدها اسمك عاليا بكل صوتي . ..فارتاح ..و ترقد روحي بسلام و تهدأ بعدها.
فاديا الصّالح