في شِباك الأعصاب المُتوهِّجة
يرقصُ الهوى بين وَمَضَاتِ البِتاتْ
كَنَبتةٍ طاهرةٍ تُزهرُ في صَحراءِ السِّيلكونْ
لمْ تَعُدِ الدُّمُوعُ سِوى بَياناتٍ..
تتسَرْبَلُ بالأرقامِ
تَعْبُرُ مِحْوَرَ القَلْبِ
كَشُهُبٍ غَريبَةٍ في مَداراتِ السَّحابِ الرَّقميِّ.
مَشاعِري.. أطيافٌ مُشَفَّرَةٌ تَحْمِلُها طَائراتٌ صَغيرَةٌ
تَطيرُ بِعُرْيِها فَوْقَ أَمْواجِ الوُجُودِ الخَفِيَّةِ!
إِذا الْتَقَتْ عَيْنَاكِ بِنُورِهَا الأزْرَقِ..
فَاعْلَمِي أَنِّي أُبَثُّ قُبْلَةً مَلتَاعَةً
تَخْتَرِقُ جُدْرانَ العالَمِ الافْتِراضِيِّ
دُونَ أَنْ تَلْمِسَ شَفَتي..
القَلْبُ الآنَ.. جِهازٌ بِمُعَالِجٍ بَشَرِيٍّ!
يَحْمِلُ ذِكْرَاكِ مِثْلَ مَلَفّاتٍ قَديمَةٍ
تَعْطَبُ كُلَّما حَاوَلَ فَتْحَها..
فَيُطْفَأُ نُورُ الوَجْهِ..
وَتَهْبِطُ ساعَتُهُ دَمْعاً..
مُعَلَّقَةً نَفْسَها عَلى شاشَةِ الغِيابِ.
في زَمَنِ الخَوارِزِمِيّاتِ الوِجْدانيَّةِ..
أَصْبَحَتِ القُبَلُ رَمْزاً مَفْقُوداً
وَالعُيونُ بَرامِجُ تَصْفِيَةٍ..
لا تَرَى إِلا ظِلَّ الجَسَدِ خَلْفَ سَحابَةِ البَياناتِ!
أَنَا الآنَ.. مَلَفٌّ ضائِعٌ في سِجِلِّ القُلُوبِ المَحْذُوفَةِ..
أَبْحَثُ عَنْ مَساحَةٍ لِكَلِمَةِ "أُحِبُّكِ".
حَتَّى الهَواءُ حَوْلَنا.. شَبَكَةٌ لا سِلْكِيَّةٌ!
تَنْقُلُ صَوْتَ صَمْتِنا كَرَمْزٍ ثُنائِيٍّ..
وَنَحْنُ نُراقِبُ حُبَّنا يَتَبَخَّرُ..
كَبُخارِ قَهْوَةٍ عَلى مَقْعَدِ مَقْهىً افْتِراضِيٍّ.
لا تَسْأَلِينِي: أَيْنَ ذابَتْ حَنيناتُنا؟
إِنَّها تَسْكُنُ فَضاءاتِ التَّخْزينِ العابِرَةِ..
الَّتي لا تَعْرِفُ رائِحَةَ الوَرْدِ.
عَيْنَاكِ.. مِثْلُ كاميرا فائِقَةِ الدِّقَّةِ..
لكِنَّها تَفْقِدُ حَرارَةَ البَكْتيريا الأُولى!
أَرْسُمُ عَلى شَفَتَيْكِ بِرُموزٍ مَرْئِيَّةٍ..
فَتَصِلُكِ الرِّسالَةُ بِلمْسٍ..
وَلكِنَّ القَلْبَ لا يَرْتَوي..
إِلا لَمْسَةَ الأَصابِعِ الحانِقَةِ عَلى الغَيْمِ.
أَيُّهَا الحُبُّ المُعَلَّقُ في شِباكِ العَصْرِ..
مَتَى تَتَحَوَّلُ إلى نَغْمَةٍ تَعْبُرُ الأَسْلاكَ؟
كُلَّما ضاقَتْ بِالوَجْدِ مَساحَةُ القَلْبِ..
رَمَيْتُ بِكَلماتي في سَحابَةِ العَطَشِ..
فَتَرْجِعُ إِلَيَّ كَأَمْطارِ أَرْقامٍ..
لا تَرْوي غَليلَ القُبْلَةِ المَنْسِيَّةِ.
نَحْنُ.. جيلُ الأَرْواحِ المُشَفَّرَةِ!
نَحْمِلُ أَسْرارَنا في ذاكِرَةٍ مُؤَقَّتةٍ..
وَنَصْطادُ الأَحِبَّةَ في مَواجيدَ افْتِراضِيَّةٍ..
حَتَّى إِذا انْقَطَعَتِ الإِشارَةُ..
وَجَدْنا أَنْفُسَنا وُحْدَنا..
أَمْواتاً تَحْتَ نِظامِ التَّشْغيلِ البارِدِ.
سَأَكْتُبُ لَكِ قِصَّةً عَلى جِدارِ الوَعْيِ الرَّقْمِيِّ..
حَيْثُ تَلْتَقي أَرْواحُنا في غُرْفَةٍ سِرِّيَّةٍ..
دُونَ رِقابَةِ الخَوارِزِمِيّاتِ الماكِرَةِ!
كَلماتي هُناكَ.. تَتَحَوَّلُ إلى نُجُومٍ مائِيَّةٍ..
تَنْسابُ عَلى شاشَةِ الأَبَدِ..
قَبْلَ أَنْ تَأْكُلَها أَسْماءُ الغُرَباءِ.
في العالَمِ الجَديدِ..
لَيْسَ لِلْقَلْبِ إِلا أَنْ يَكونَ خادِماً صامِتاً!
يَحْمِلُ أَحْزانَنا في قَواعِدِ بَياناتٍ..
وَيَنْتَظِرُ تَحْميلَ قُبْلَةٍ مُتَأَخِّرَةٍ..
فَإِذا هُوَ إِلا شاشَةٌ سَوْداءُ..
وَنِظامٌ يُعِيدُ تَشْغيلَ نَفْسِهِ..
كُلَّما وَصَلَ الحُبُّ إلى حافَّةِ الإِصْدارِ الآخِرِ!
صَلَاحَ المُغْرِبِيِّ المَمْلَكَةَ المَغْرِبِيَّةَ