عليهم اللعنة للشاعر عبد العزيز دغيش

 عليهم اللعنة .. ألف ألف مرّة

في البكور والعشاء والسمرة

وفي القيلة 

وهلمُّ جرّا 

على مدار الساعة ، في اليوم والليلة 

وفي الضوء والغُدرة 

عليهم اللعنة

تلفحهم فجراً وتمحقهم ضحى

تفضحهم صبحاً وتطرحهم مَساء

تتغدى بهم ظهراً ، وعليهم 

تقيم سحْرة

تصيبهم بألف ألف عِلَّة

تحاصرهم ، تنالهم جميعهم

هم ومن يغترُّ بهم

ومن يسيرُ بعدهم طُرَّا

لا تدع لهم وزراً ولا مَفرّا

عليهم اللعنة ألف ألف مرّة 

سراً وجهرا 

تدْهَمُهُمُ الفجَرَةَ كرَّة

... عليهم اللعنة ... 

... ألف ألف ألف مرّة ...

تتناسب طردياً مع سياساتِ

القبيلةِ والغنيمةِ واللادولة

وعملياتِ نهبِ الثروةِ والافقار

والتلاعبِ بالسيادة الوطنيةِ والعملة

وتتناسبُ ..

مع ساعاتِ إنقطاعاتِ الكهرباء

وأيامِ وأشهرِ إنقطاعِ الماء

وساعاتِ التعطلِ في الطرقاتِ والاعمال 

وما إليها

من مشقةٍ وضعفٍ وانهاكٍ

ومذلة

عليهم اللعنة تتناسبُ ..

مع الرواتبِ المُتوَقفةِ والمسلوبة

ومع الحقوق المُغَيَّبَةِ والمسحوقة

ومع تلك الممحوقةِ والمستذلَّة

عليهم اللعنة تتناسب

مع الطرقات المصلوبة

وأوصالِ البلادِ المُمَزّقة

والمضروبة

وتحويلها الى بلدات

وكانتونات متنافرة ومحتلة

وتتناسبُ

مع سياسات تركين التعليم

جانباً

وإفساده بعمومه

وبخصوصه وتفاصيله

وفي الجملة

دفعاً وخلقاً لناشئةٍ وأجيالٍ

مهزوزةً ومرعوبة

وبلادٍ قابلةٍ للاستعمار

مستضعَفَة 

ومستعبَدة ومستسلِمة ومستغَلَّة

عليهم اللعنة مع كل أنةِ وجعٍ

من جوعٍ

أو عذاب من فقدان القدرة

على الاستشفاء

من حُمّى

أو على التداوي بعامة

أو من عدم القدرة

على تجنب حرٍ أو عتْمة

أو من قهرٍ ودمعٍ مسكوب

على حقٍ مسلوب

أو عرَقٍ منهوب

أو من سياساتِ وزلّاتِ قلةِ خيرٍ

كُتِبتْ على العامة

عليهم اللعنة مع كل قطرة دم

سُفِحت أو تُسفح ظلماً وعدوانا

وكل روح تُزهق لتنصيب طغيانا

عليهم اللعنة مع كل ريال

أو دولار ينهب

من ثروات بلادنا

وطاقة وكدح شعبنا

وقوت أطفالنا

أو يُسَخَّر للفتك بوطننا

وسلبنا حريتنا وكرامتنا

واستقلالنا

وتمزيق بلادنا

عليهم اللعنة .. عليهم اللعنة

ولا يكفي اللعن لا يكفي

لا تكفي اللعنات التي تصدر منا

.. لا تكفي

فلا بد من ثورة تصفي حساب

المظالم التي تراكمتْ

وتنقي الأجواء التي تلوثتْ

وتعيد لبلادنا صفاءَها وبهاءَها

ورونقَ سمائها وتربتها

وصدق من قال:

( الذي لا يصفي حسابه مع ظالمه

أو يصدق أن المسامح كريم

مات من غير ثمن )***.

عبدالعزيز دغيش في يوليو 2025 م

***الاقتباس بين قوسين من أقوال د. سلطان الصريمي 

في ديوانه - القصيدة - "أبجدية البحر والثورة".