نعمة الإنفراد......؟!
أنا المنفرد بذاتي ولا أحب أن أُخالط أحدا ...!
أنا الذي أعيش في أعالي القمم .
أنا الذي ترك المجتمع الذي تملأه
الغوغاء ...!
أنا الذي تأملت ذاتي في المرآة
كثيرا فرأيت التجاعيد تملأ وجهي التي كونها ذاك الذي أعيش في وسطه ....!
ما شعرت بالوحدة والمعاناة
إلا عندما كنت مع ذاك المجتمع .
فهناك ما رأيت سوى الضباب الأسود الذي يطمس النور الذي
كان يضيء سماء تلك المدينة
الضائعة ويا ليته ينقشع لتظهر من ثناياه المصابيح التي أخفاها
ذلك الضباب وتعود الأنوار ساطعة كي نرى النور من جديد .
لكنني أرى أنه لن يعود ما دامت
هناك الإجتماعات في الأزقة السوداء مجتمعة لأكل لحم البشر.
هم لا يريدون النور أن يعود فأصبحوا حائرين في أمرهم كيف سيطفؤونه مرة أخرى...!
أنا لست إلا من أتخذ للعزلة ملجأً
له كي لا يرى بعينه آلام من يعانون من شدة الأرق ولا يستطيعون فعله شيء ...!
إتخذت لنفسي مسكناً في أعالي
القمم ولا أريد أحداً بقربي كي
لا يشاركني في مملكتي هذه التي توجت نفسي عليها ويكفي أنني أعيش بحريتي دون أن
أكون عبدا في قطيع ضَلَّ
طريقه وما زال...!
إن العزلة لهي نعمة كما المشاركة نقمة على تلك الأُمم الصماء
التي لا تهمها سوى قول كلمة نعم.....!
إنني في عزلتي عزيز بنفسي وسوف يلتحق بي من كان حكيما
ويترك القطيع هرباً وسيتبعني
فالعزلة هي ملجأ كل من كانت
له نفس تواقة للراحة الأبدية
فالبعد عن قرناء سوء سولت لهم
أنفسهم أنهم هم الجنس الأرقى
والباقي دونهم لكنهم سيهبطون
يوما وستعود الأنوار كي تضيء
المدينة ويتخذ الحكماء موطناً
لهم ولن تكون هناك إلا أغاريد الطيور محتفلة بقدوم عصر
جديد تكون فيه الأرض سندس
أخضر وتنفجر الينابيع لتروي عطش كل ظمآن إنتظر إنقشاع
الغيوم السوداء ويعود المنفرد ليجد كل من سبقوه للإقامة
في كهوف الجبال وحيدين لِيُنشِؤوا مدينة الفضلاء التي
طالما خيمت على عقول من جلسوا وحدهم يتأملون بريق
شعاع غاب عنهم منذ زمن
سالم المشني.... فلسطين...