أسفار
ما عاد يدري لم الليل اصبح كالنهار
لا يحجب اخبار لا بستودع أسرار
يلبس الظلام وجه الشمس المنكسر
لا ندري كيف نستمد سراج الأبصار
الدمع تبخر ماؤه مع احزان الأسفار
حيث ما لمست الجسد تنغم الأوتار
كلما سألت الوقت صب لي الاغذار
ماعادت اعرف شئ من كثرة الأنكار
كلما اقتربت من الناس تجد إخطار
و قلب متشبت بالدنيا مثل مسمار
ملامح الأحباب تأتي لي بلا تذكار
معلقة بين الزمن و الخاطر انكسار
يسرق من كل بيت وقلب شحرور
يترك الحزن في الزوايا كالمخمور
لن يأتي ولن يعود الوقت معتذراً
لقد أسفر علينا وذهب مثل إعصار
مثل الحلم في جوف الليل مغدور
ينتظر بزوغ نور بكف الحلم مبتور
عزة الفخر لن تعود إلى مع الفجر
والليل مستودع المدامع والاكدار
قد سئمت السفر و طول الانتظار
حتى ناعى الفؤاد يستلهم الأشعار
الا تترفق يا زمن بين محطة سفر
نحن نخشى وحشة مسا الأسحار
لسنا أحجار نحن من سلالة البشر
نخاف كلما طال ظلام في أنتشار
ما للنفوس بهجة و قلوبنا تنكسر
إذ عزا الجفن الحنين مثل الأنوار
يارب انت من تمسح عنا الأضرار
مددت كفي طالب العفو يا ستار
الحياة والموت في كتاب دستور
تدخل في كل كوخ ودور وقصور
لكل نفس كتاب قدر أجل مسطور
هي تزور كل بيت خالي أو معمور
اغتنم حياتك وزرع طيب البخور
لن تأخذ منها الى قماش و الكفور
ستأخذ الغني والفقير والمشهور
تزين بطاعات تسمو مع الأخيار
بقلم .طواهري امحمد.