الأربعاء، 24 سبتمبر 2025

Hiamemaloha

في حضرة الحب للشاعر وليد عبدالله

 « فِي حَضْرَةِ الحُبِّ »


لَمّا بَدَا في ليلِ قلبي مُقبِلًا

أخفى الدجى أنفاسَهُ و تجمَّلَا


سَكَنَ الفؤادُ بنورِهِ مُتَهيِّمًا

حتى غدوتُ ببابِهِ مُتظلِّلَا


أَلقَى عليَّ منَ الحنانِ عبيرَهُ

فأفاضَ في روحي صفاءً مُرسَلَا


أسرى بيَ الشوقُ العميقُ مُتيَّمًا

و مَضَيتُ في سُبُلِ المحبَّةِ مُقبِلَا


لَمّا دعاني للوصالِ مُحِبَّهُ

أحسستُ أنّي في هواهُ مُكمِلَا


لَمّا بَدَا وجهُ الحبيبِ مُظَلَّلَا

أذكى بقلبي نارَهُ و تجمَّلَا


أسرى إليَّ نسيمُهُ فتهادَتِ

أفراحُ روحي في الهوى مُتَخَيِّلَا


و غفوتُ بين يديه، أنسى ما مضى

فإذا الفؤادُ بنورهِ مُتَحَلِّلَا


نادانيَ النورُ الخفيُّ مُبَشِّرًا

فأجبتُهُ سِرًّا و حبًّا أوَّلَا


يا سِرَّ سرّي كيفَ أخفي وَجدتي

و الشوقُ في أعماقِ صدري مُشتَعَلَا


ألقى عليَّ سكينةً فتفتَّحت

أبوابُ قلبي في الضياءِ مُكَمَّلَا


فمشيتُ في طرقاتِه مُتَهَلِّلًا

أحيا برؤياهِ الجميلةِ أجمَلَا


و غدوتُ أرقبُهُ، إذا لمحَ الضُّحى

أبدى جمالًا فاقَ شمسًا وَهَلَّلَا


سبحانَ من صاغَ الجمالَ محبةً

و أقامَ في الأرواحِ عشقًا أفيَلَّا


لمَّا تنفَّسَ صبحُ قربِه مُشرقًا

ذابَ الوجودُ فصارَ قلبي منزِلَا


يا ربَّ قلبي، ما لقلبي موطنٌ

إلّا لديكَ، فلا تُبعْني مُنْفَصِلَا


زدني وِصالًا، يا مُديمَ وصالِهِ

حَتّى أرى سرَّ الجمالِ مُكَمَّلَا


لَمّا تَبدّى سِرُّهُ مُتَجَلِّلَا

ألقى على سِرّي هُداهُ فأقبَلَا


أحيا قُلوبَ العاشقينَ بنورهِ

فأضاءَ في أفقِ المعارفِ مَنزِلَا


يا سِرَّ سرِّ الكائناتِ وبهجَةً

فيكَ الحَياةُ تَفيضُ سِرًّا مُكمَلَا


ألقَيتَ في قلبي نداءَكَ سِرَّهُ

فسمعتُهُ وجدًا و صرتُ مُهَلَّلَا


لَمّا رَنَتْ عَينايَ نحوَ جلالِهِ

غابَ الفُؤادُ و رُوحُهُ تَتَدلَّلَا


فانفَتَحَتْ أبوابُ كونٍ خافِيٍ

و تكشَّفَ المَستورُ سِرًّا مُذهَلَا


أبصَرتُ أنوارَ الحقيقَةِ ساطِعًا

و الكُلُّ فِي نَفَسِ الجَمالِ تَجمَّلَا


لا فَرقَ بينَ الكَونِ و الرَّبِّ الذي

أحيا الوُجودَ و أحكمَ الأمرَ كُلَّهُ جَلا


هو أوَّلٌ هو آخِرٌ هو باطِنٌ

هو ظاهِرٌ في كُلِّ قلبٍ مَوصَلَا


مُتَجَلِّيًا في كلِّ شيءٍ لَطيفِهِ

يَحوي العوالمَ في جلالٍ أكمَلَا


يا نُورَ روحي لا أرى إلاّ هُوَ

فالمُلكُ يَفنَى و الجَمالُ مُطَوَّلَا


سَكَنَتْ بقلبي لحظَةٌ من سُلطانِهِ

فأضاءَ لَيلي، و انتهى ما أشكَلَا


فَنيتُ عنّي ثُمَّ قامَ بي البَقَا

و السِّرُّ أضحى في الفؤادِ مُوَصَّلَا


قد صِرتُ بالحقِّ القديمِ مُقَيَّمًا

ما عادَ لي وَهمٌ و لا ظلٌّ دَخَلَا


يا مَن إذا نادَيتُهُ سَبحانَهُ

جاءَ الجوابُ بنورِهِ مُتَفضِّلَا


إنّي عَبيدُكَ في هواكَ مُتيَّمٌ

أرجو لِقَاءَكَ رحمةً و تَفَضُّلَا


وَليدُ في سِرِّ الغرامِ مُهيمِـنٌ

قد ذابَ في نُورِ الحبيبِ مُتَبَـلْبِلَا


#وليد_عبدالله

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :