رسالتي وصلت لغير صاحبها ..
جلستُ على حافة السرير، أتأمل شاشة هاتفي التي أضاءت في الظلام.
كنافذة صغيرة على عالم بعيد .
كتبتُ رسالة طويلة إلى مجهول، أفرغت فيها ما تراكم من مشاعر الحنين، والأشواق ، وهموم وخوف من الوحدة والفقدان .
كانت كلماتي تتدفق كجدول يبحث عن أرض عطشى ليصب فيها .
وكنت على يقين أن قلبي سيتنفس بعد أن أفرغ ما بجعبتي .
فلربما تصل لمن هو أحوج إليها .
ضغطت زر الإرسال واغمضت عيني ، كم يخاف ردة فعل من تصل اليه.
أو ربما كم يودع أسراراً لا عودة لها .
لكن بعد لحظات جاءني إشعار رسالة
برد قصير :
عذراً من أنتِ ؟ يبدو أن هذه الرسالة لم تكن لي .
شهقت بصوت خافت، وعاد قلبي يخفق بارتباك ..
اكتشفت أني أرسلت الرسالة إلى رقم مختلف .
إلى شخص لا يعرفني ولا يعرف حكايتي مع الالم .
للحظة شعرت أني اهدرت وقتي وكشفت أسراري أمام غريب لا يعرفني .ولا يخصني بشيء .
ترى ماذا افعل ؟
ماذا اقول له : هل اعتذر أم ماذا ؟
اسئلة كثيرة جالت برأسي في لحظات .
لكن الغريب لم يسخر مني، ولم يغلق باب الحوار، بل كتب :
كلماتك جميلة .. واشعر أنها وصلتني في وقت كنت بحاجة إليها .
ابتسمت بحذر، وترددت: هل اغلق النافذة التي فتحت بيني وبينه خطأً؟
أم أترك الريح تعصف بما تبقى من وحدتي .؟
منذ تلك الليلة ، بدأت قصة لم نخطط لها ، قصة ولدت من رسالة تائهة عن صاحبها .
لكنها وصلت إلى من كان ينتظرها دون أن يعلم من أرسلها .
عندها أدركت أن إرادة الله فوق كل شيء .
بقلمي
اكرام التميمي