الاثنين، 10 نوفمبر 2025

Hiamemaloha

من نافذة القطار للأديبة سميا دكالي

 من نافذة القطار 🍂

من نافذةِ القطار أرمي بماضٍ،

ظلٍّ كشبح يترصّدني.

تمضي عجلاته دونَ توقّف،

تقطعُ المسافات،

وتطوي خلفها وجوهًا

كانتْ لي وطنًا.


تصغرُ الحقولُ شيئًا فشيئًا،

ثم تختفي

وكأنها ما كانت.

كنتُ يومًا هناك،

وأحلامي ترفرف في فضاء سمائي،

نُحدّثُ العصافيرَ عنها،

لتحملها عنّي صوبَ الغيمات،


تمرُّ الغيماتُ الآن،

أحدق فيها وأدمعي

ما تخلت عني

وكأنّها تذكرُني بأحلامي.


يمرُّ وجهُها في زجاجِ النافذة،

ثم يذوبُ كظلٍّ هارب من الأمس.

أمسحُ ضبابَ الزجاج بأنفاسي،

فلا أرى سوى نفسي تودّعني.


أنت يا قطار العمر،

مهلا لا تمض

خفّفْ من سرعتِك قليلًا،

فما زالَ في القلبِ بعضُ محطّاتٍ

لم أودّعها كما يجب.


سميا دكالي


Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :