في غفلة منّي ...
شعر: مصطفى الحاج حسين .
آتٍ من أوجاعِ قصيدتي
هاربٌ من زحمةِ الأسئلةِ
كلُّ سؤالٍ مرتبطٌ بألفِ جرحٍ
والجرحُ يجرحُ دمعتي
وَيُشعِلُ في داخلي ملحَ الحزنِ
آتٍ لأطردَ عنّي انتظاري
وأخبّئ أجنحتي عن شهوةِ الرّحيلِ
سأخفي الدّروبَ عن أعينِ خطوتي
ألتمُّ مع الجهاتِ لنفترقَ
لا جهةَ تأتي صوبي
لا غيمةَ تظلِّلُ انكفائي
هو الوقتُ
سرقَ منّي الوقتَ
وارتحلَ
إلى جهةٍ غيرِ موجودةٍ
لا وقتَ عندي
لأفتِّشَ عن وقتٍ أعيشُهُ
ذهبَ العمرُ
من غيرِ أن يستأذنَني !
والقلب التاعَ بنيرانِ العشقِ
في غفلةٍ منّي
في غصّتي مدى أسودُ
في ضحكتي خفافيشُ البكاءِ
وصمتي صارَ جحرَ الأفاعي
يلدغُ أشجانَ الذّكرياتِ
آهٍ لو كانَ للرّوحِ جيوبٌ
كنتُ أخفيتُ فيها
بعضَ النّدى
ووردةً واحدةً تكفيني
لأغفو في حجرها
كلَّما ضيعتُ نفسي
آهٍ
لو أحيا بعمرِ الموتِ
الذي عشتُهُ *
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق