الجمعة، 25 أغسطس 2017

تفي الكلاب ويغدر البشر

بقلم الشاعر هشام المودني
تفي الكلاب ويغدر البشر
 آه من قلوب أصلها حجر
تمشي السنين بنا ليلى
والأجساد مثواها الحفر
أسألك هل استفاد جسمك
 أو قلبك وهل رأى ضفر
أم ارتاح ضميرك بغدري
 وهل أنصفك مني القدر
قلت فراقنا كان قدر 
لكنني أقول كان منك غدر
أخبرتني أنك مللت مني 
وحبك سراب ماكان له خبر
قد تركتني أياما طوالا
كالذي غاب و سببه السفر
لكنك كنت قربي وا أسفاه
بخلت بوصلي وصار فيك كبر
عذبتني عذابا و ما كان
فعلي لك إلا إحسان وشكر
غدر كان كالسم في جسدي
 وقتلني فيك السهاد والسهر
إن الحيوان لا يغدر يا ليلى 
تفي الكلاب و يعف النسر
حرام على قلب قد هوى غيري
 هل كان في عقلك سكر
أأدمنت المدام حتى نسيت
 حناني وأكرهك في الخمر
أم طمعت في عيش الغنى 
 وهل كان عيشك معي فقر
هل حسبت نفسك ابنة ملك
وأنا ابن عبد لا يرفض لكم أمر
أقول لك قولا فصيحا
فقصائدي لك ولقلبك ذخر
لقد وسوس الشيطان لك
فكان الفراق منك ليلى مكر
قد أخليت الديار دياري
واخترت حياة حزن ومنزل قفر
كان مضجعي ليلا طويلا
و فراشي دونك  نار وجمر
قد مضى الحول على الفراق
واليوم خف فكري وصار لي ذكر
قد أصبحت قصائدي بدلا
لروحك فكم كنت لها غمر
كم سرى طيفك في منامي 
وكم أيقضني وجهك النظر
ضممت عليك ذراعي حبا 
وتمنيت ألا يرحل البدر
أنت بدر ليلى فكم أشتاق 
فلا خير  إن لم أفيك شكر
شكرا لخيالك كم زارني
تنامين قربي حتى يؤذن الفجر
أنال منك مجلسا في مضجعي 
وأنا أجرا حيث يذكر الوتر
تجودي علي ليلى بطيفك
عشت وصلا فقد أدماني الهجر
هشام المودني

د.رسالة الى ليلى
المغرب
سلا. ق187

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق