مقل شاردة
بقلم عبدالله أيت احمد
سهام جهنم في عيونها
رمت فؤادي بنار فتنتها
أردته جريحا داميا بطرفتها
دمعتها سيول على بورها
جرفتني ولم تسقي غليلي
أرضها قحطاء أنبتت أشوكا
نظرتها على بياض
عكر بديع الصورة والألوان
رسمت ببسمتها لوحة خلابة
وكأن جني ليلى يسكنها
حديقة أبوابها افترسها الندى
أكلها الصداء وفتك بأقفالها
هي مفتوحة على مصراعيها
يأتي الزوار أسفلها وأعلاها
الى أقصى يمناها ويسراها
عتوا غيا في ورودها فسادا
فسحقا لمن يرتادها إفسادا
فويل من أشواكها وتعاستها
بركان يغلي يدمر جمجمتي
طبخت ويلا وقدتمه وجبة
مرارتها ممزوجة بحلاوتها
فأين للنجاة من مر علقمها
وأين للصفاء من شر حماقتها
تبعثر الكبرياء بين مخالبها
ينادي روح الخيال لمخدعها
وترقص اللوحة شدة لوعتها
تبخر لب عمري في أحلامي
حملتها الرياح حيث وجهتها
لم تطاوع كل آمالي وغروري
حيائها بعثر ملفاتي وأوراقي
تبا لها وبئسا لقرطاسها ومدادا
قالوا لست شاعرا ولا عرافا
قلت يكفيني إحساسي ويراعي
رقعت أثوابي الرثة ببساطتها
ورضيت بخرقة بيضاء لباسا
فرغت كل كؤوسي وأكوابي
وملأتها صدق مشاعري رصيدا
ليث نبالنا ما زالت في جلتها
وأسنة السيوف في أغمادها
لزالت الأحقاد وصرنا أصحابا
بقلم عبدالله أيت أحمد/المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق