الأربعاء، 18 يوليو 2018

أنا في هذه الضفة وأنت هناك ، وليس بيني وبينك سواك، قتلت أنا أنا فاقتل أنت أنت ، وتعال أمشي وإياك...
بقلم الشاعر سعيد حرور

الْمعَلَّقُ فِي الْهوَاءْ!

مَا كُنتُ شَيئاً 
سِوَى أَنّي نَبتْتُ كَالطّفيلِياتْ
عَلوْتُ برَأْسِي شَامِخاً
نَسيتُ أَنِّي مُعلَّقٌ فِي الْهَواءْ
لاَ أَرْضَ تُقلُّني 
لاَ تُظلُّني سَماءْ
عِشْتُ مَفْتوناً
بالسَّرابِ وَالرِّياءْ
خُدعْتُ كَما أَنْتَ
كَمَا هُوَ هُنَا
أَوْ هُنَاكَ
لاَ عُشْبَ فِي الْحَقلِ 
لاَ مَرْعَى فِي هَذِي الْأَرضِ
لاَ مَاءْ
نَحْنُ يَا بْنَ أمِّي 
أيُّهَا الشَّارِبُ
نَخْبَ الْحَياة مِنْ جَسَدِي
نحْن فِي التَّعاسَةِ سَواءْ
فَلاَ الشَّمسُ الدَّافِئة تَحْضُننَا
ولاَ الْقَمر السَّاهِر فِي كَبدِ السَّماءْ
تلْمسُنا أوتارُه
بِحبّ وَصَفاءْ
أَنَا يَا بْنَ أُمِّي
أَتَيتُ لِهذِي التُّربَة
فِي شَرْنقةِ الْيَأْسِ
مَعَ جَحافِلِ الْبؤَسَاءْ
الْمَاشِينَ أَسْراباً
  كُل علَى انْفِرادْ
الْمدّخِرينَ أَكْوامَ الضَّغائِنِ
والأَحْقَادْ
أَنَا يَا بْنَ أُمِّي٩
ما شِئتُ أنْ أمشِي
هَذِي الطَّريق فِي الْتِواءْ
لَكنِّي سِرْتُ ويَدِي مَمْدودَة بَيْضَاءْ
يَسْكُننِي أَلف حُلْمٍ
وَشِعارَات تَمزَّقتْ مَعَ دَفاتِري
وَتبعْثرَت مَعَ رِيحِ الْكِبرِياءْ
ومَضَتْ نفْسي الشَّقيهْ
تخطُّ وسَط الْمصَاعبِ 
مُنْعرَجا لِلحَياة.ْ
يا بْن هَذي التُّربة
منْ أتَى بكَ إلَى هُنا ؟
معَ قَطيعِ الْغُرباءْ.
تكْحِلُ عيْنَكَ الرَّمْضاءُ 
بِمرْود العَماءْ

ديوان عناقيد الصمت  //سعيد حرور   // المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق