الثلاثاء، 30 أكتوبر 2018

رواية #اليتيمة_سنوهزيت
بقلم الأديبة سميا دكالي 

سنوهويت أنا تلك الفتاة التي جاءت للدنيا وفتحت عينيها لتعيش حياة دون أب مما جعلني أساير حياة صعبة وأواجهها بكل صمود لتحقيق حلم عشت علي.

#الجزء_الأول 🍁

  #روتين_ماريا_اليومي :

 أنا الآن جالسة مع أمي وأبي في حديقة بيتنا... نستمتع بهدوء مساء جميل.... كل مافيه يبعث على ارتياح النفس...

أبي كان يعزف لحنا جميلا على قيثارته التي لا تفارقه حيثما حل وارتحل.. وأمي جالسة وعيناها تحدقان في قصة بين يديها... 

أما أنا فمنشغلة باحتساء فنجان قهوتي وأذناي تطرب للحن أبي الشجي والممتع...

فجأة سمعت رنات متتالية أقلقت راحتي وأفسدت متعتي.. استيقظت مذعورة وأنا ألعن تلك الرنات .....التفت أبحث عن مصدر الصوت لأجده هاتفي...

اللعنة عليه أيقظني من حلمي الجميل الذي لطالما تمنيته ان يكون حقيقة.. أن أعيش بين أحضان أبي وأمي كأسرة متكاملة متحابة...حتى الحلم لم يكتمل عاكسني الحظ فيه بتلك الرنات.

يا ليتني بقيت نائمة أحلم طول بقية حياتي كأهل الكهف... فلست بحاجة لأن أفتح عيناي على واقع مرير .
سمعت صوت أمي وهي تناديني... لقد تأخرت...

قفزت من فراشي.. أسرعت إلى الحمام... غسلت وجهي بسرعة... فتحت دولابي لأختار فستانا ليوم آخر .... وقع اختياري على فستان جميل لونه بنفسجي لبسته... سرحت شعري الطويل الكستنائي وأسدلته على كتفي... رششت رشتين من عطري المفضل... ثم وضعت مكياجا خفيفا يناسب ملامحي الحادة.... 
أنا فتاة عشرينية ذات بشرة بيضاء كالثلج لذا ينادونني بسنوهويت... عينان واسعتان عسليتان وحاجبان عريضة جميلة...... فم كالخاتم... تعلو وجنتاي الحمرة كلما خجلت من موقف أو وأنا أتسكع بين شوارع لندن الباردة ....

سمعت نداء أمي مرة أخرى وهي تنادي. 
ماما : ماريا أين انت لقد تأخرت يا ابنتي عن عملك... الفطور على المائدة
أنا : حاضر أمي أنا آتية بسرعة

نزلت السلالم بسرعة وكأن احدهم يطاردني إلى أن وصلت لغرفة الطعام حيث كانت رائحة قهوتي تنبعث من فنحاني أغرتني إلى الجلوس بسرعة واحتساء رشفة منها .... سمعت امي توبخني قائلة :
-ماريا لن تتغيري خذي قطعة خبز مع الجبن أولا 
انا : حاضر أمي أعرف كلامك لتأكلي جيدا حتى لا تمرضي حفظت الأسطوانة ههههههه.

تناولت فطوري بسرعة... طبعت قبلة على خذ أمي لأتجه صوب الباب.... لكني سمعتها تطلب مني أن أرتدي جاكيت خفيف ناولته إياي خاذمتنا المحبوية صوفي... لبسته بسرعة وأقفلت الباب ورائي متجهة للعمل ...

لم يكن مكان عملي بعيدا عن البيت... لذا كنت أفضل الذهاب إليه راجلة وأنا مستمتعة بمشاهدة المتاجر بين شوارع لندن الرائعة ....

أنا فتاة مهووسة بالملابس أتابع آخر صيحات الموضة وأنواع العطور التي أعشقها... أتأمل ذلك يوميا وأنا سائرة أردد لحن أبي الذي أسمع أمي تنشده دوما.

وصلت إلى حيث عملي في بناية تضم شركات مختلفة... أعمل كمحاسبة لشركة السياحة مديرها يتسم بالحزم والصرامة... لا يتساهل معي إن تأخرت ولو دقيقة .... 

ألقيت التحية على زملائي في العمل... ودخلت بسرعة إلى مكتبي الذي كان يطل على أحد متاجر الملابس تخلصت من جاكيتي بعد أن علقتها...

أخرجت من الدرج ملف البارحة لأكمله لم أشعر بالوقت إلى أن رن الهاتف... المدير طلبني..... أسرعت الخطى إليه سألني عن الملف اجبته دقائق وسيكون عنده.. ألح علي ان أسرع .....

رجعت لمكتبي وقررت أن أتابع العمل و أن لا أفكر في الجوع... رغم أن عصافير بطني بدأت تزقزق.. حاولت تجاهلها.. مضى وقت دون أن أشعر حتى انهيت ما علي ..... طرقت الباب دقات خفيفة اذن لي بالدخول وسلمته الملف بعد أن شكرني على ذلك....

رجعت لمكتبي حيث وجدت زميلتي ليفيا في انتظاري وقد أحضرت سندويتشات لي ولها... اكلنا بنهم لشدة الجوع واتبعناه بعصير برتقال ..... تجادلنا أطراف الحديث عن العمل وما بقي لنا من ملفات لنغير الموضوع حول آخر فستان اشترته وما تشتهي شراءه المرة القادمة سألتها :

أنا : ليفيا ما رأيك أن نخرج معا في آخر الأسبوع لتفقد آخر ما يوجد في السوق.
ليفيا : ألم تملي من شراء الملابس ماريا دولابك يحوي الكثير سوف يشتكي منك لشدة ما أثقلت عليه .
انا :ههههه وهل البحر يشبع ؟ دولابي مثله يتسع لكل ملابس لندن.

أكملنا العمل كالمعتاد بعد استراحة الغذاء... إلى أن حان وقت الخروج لتجد كل واحد منا وقد اخذ حاجياته يسرع صوب الباب وكأننا كنا في سجن... ألقينا التحية على بعضنا البعض بسرعة وخرجت مع ليفيا ..... ونحن نسرع الخطى بين الشوارع ودعتها لتكمل هي طريقها بعد أن وصلت منهكة القوى.. استلقيت على كنبة بالصالة ..... وجدت أمي تتابع مسلسلها المفضل... كانت عيناها تحدقان في التلفاز دون أن تشعر بقدومي.. لقد أخذتها أكيد أحداث المسلسل.

أنا : ماما لقد حضرت مابالك أين الشاي اريد كوبا 
امي : اطلبي من صوفي أن تعده لنا فقد كنت أنتظرك لنشربه معا

تحلقنا حول المائدة لنحتسي الشاي مع بسكويت وقطع الخبز المحمص اللذيذ مع الزبدة... تناولنا الطعام ونحن نتبادل أطراف الحديث حول أحداث اليوم وكيف كان نهار كل واحدة منا .... طبعت قبلة على خذي أمي وصوفي الحنونة لأصعد إلى غرفتي وألقي بنفسي على سريري الذي يحتويني بكل ما في من أحزان وأفراح ذكريات وأحلام المسقبل ..... هو سريري من يحضر على بكائي وألمي..

نمت بعد أن قبلت صورة أبي التي أحرص دائما على أن تبقى بجانبي لأنام وأستيقظ على رؤيتها.... ألقيت عليه التحية وأطفات النور استعدادا ليوم آخر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق