الأحد، 21 أكتوبر 2018

(((زمن القهر )))
بقلم د. فنيسا روقاي
أفرغت كأس غدي مذ غادر العيد
ووردت ضحكة الدنيا الاناشيد

و حطمت غابة الموتى أصابعها

و دار خلف مدار الروح قرميد

مذ ألجأتني الى أحزانها شفتي

وضيعتني بدرب المنتهى البيد

كنا نحاول أن نلقى شوارعها

فاجفلت و احتمت من رهبتي الغيد

كنا نحاولها كي لا تغادرنا

شجيرة التين أو تنسى المواعيد

عدنا الا حيث كان الوعد يجهلنا

و باسقات الرؤى صلحت بنا عودوا

كي لا تهاجر عن نيران أرغفتي

أحطاب حزني و يلغى الناي داوود

كنا و كانت احاجينا مزيفة

و قهقهات الصدى في الصمت تجويد

جئنا وكف يد الايام تحملنا

عطشى و يبقى الصبر تعويد

تلك البلاد و مازالت تمارسنا

موتا و تلبسنا اثوابها السود

غادرتها و مشت في عرس غربتها

تعادل الحزن و اكتظت زغاريد

قد ابدلوها بموت ليس تعرفه

و شيعوها و عرى صدرها الدود

وحركتها ايد الجزار و انكسرت

مناجل القحط لما عافها هود

على كثير بكينا في تشردنا

لما مشينا و داستنا الرعاعيد

و تلك البلاد و ابدلنا بسدرتها

و ضاجعتها و ما ندري العرابيد

و ضيغتها بوادي التيه ساستها

و انكرتها و غنى موتها العود

لم يحفظوها و باعوها بلا ثمن 

و حاصصوها و منها ضاع تجديد

ياالف موت ذبحنا في مودته

وداس فوق غرة التاريخ تهديد

قد ألجموه لينسى لون ضحكته
كي لا يقول بما تدري الأسانيد

لم يقرأها و ما ناغت خواطرهم
روح الغرام و منهم طاش تسديد

مامر فيهم هواها أو به اكتحلوا
او مسهم شغف و ابتل تغريد

قلبي أحتواني و الاطلاع تدفعني
الى انكساري و ما أفضى لها الجود

و لا ترامى على اجفانهم قمر
فوشوشته و ألغى حلمه الجيد

هم غادروها و شالتها دفاترهم 
و صادروها و فيها بيع التلمود

يأتيها الوطن المسلوب من زمن
مادا تبقى ليبقى فيك تنهيد

اعمارنا رحلت منا و ما انكفأت
دلال اهلي و شد الجرح تضميد

هم صادرونا و قد خطت لوائحهم
سود القوانين و أحضرت تجاعيد

فالموت حكمتهم فيما به أنتهجوا
ليستشار على الثوابت تصعيد

اعمارنا في انتشار الموت قد قصرت
أسفارنا قد اخترقت فيها الزغاريد

أعمارهم نبتت أشد سوسنة
و الكأس كأسهم والليل مرصود

ألقتهم الريح في حدباء شهوتهم
ماعاد يجدي بهم في الحد توحيد .لا بد يوما عصوفا سوف يطحنهم 
و يرجمون و تطوي الصفحة صيد

فالبيد تعرف كيف الموت مركبه
و تستدير خطاهم نحوها البيد

د.فنيسا روقاي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق