رواية #اليتيمة_سنوهويت
بقلم الأديبة سميا دكالي
أنا تلك الفتاة التي فتحت عينيها لتعيش حياة دون أب مما جعلني أساير حياة صعبة وأواجهها بكل صمود وتحدي لتحقيق حلم عشت عليه
🍂 #الجزء_الثالث 🍂
#الغريب
فتحت دولابي ووقفت أنظر إلى الفساتين لقد ارتديتها كلها تقريبا ....فكرت في أن أتخلص من بعضها وأشتري بدلا منها أخرى ....الآن سأرتدي سروال جينز وقميصا وجاكيتا خفيفا يتناسب معهما .... وضعت لمسات خفيفة على وجهي...
لا أحب المكياج الفاقع الثقيل... فذلك قد يجعلني أبدو أكبر من سني وأنا أحب أن أبقى طفلة وإن كبرت ....
رششت رشتين من عطري المفضل خلاصته من رحيق الياسمين... ثم أخذت حقيبة يدي وألقيت نظرة على صورة أبي واعدة إياه أن لا أتأخر.... أعرف أن روحه معي تراني وتحس بي وملازمة إياي في كل أوقاتي.
نزلت إلى الأسفل وودعت أمي وصوفي بعد أن أشبعتهما قبلات متمنية لهما يوما جميلا ..... لم تمض إلا دقائق على مسيري حتى سمعت نداء صديقتي ليفيا... هذه الأخيرة لا تفارقني كبرنا ودرسنا معا .....هي وحيدة والديها.. مازالا على قيد الحياة يجمعهم بيت متواضع لكنه متماسك بالحب والدفء الأسري.
ليفيا فتاة طويلة القامة جميلة لها عينان زرقاوتان وشعر أشقر تتميز بأخلاق حميدة أعتبرها كأخت لي... عشنا معا على القرح والفرح هي بمثابة خزينة أسراري كما أنا لها .....
ليفيا : سنوهويت رااائع أختي التقينا في نفس الموعد كيف حالك ؟
ماريا : بخير حبيبتي وانت كيف حالك ووالديك ؟
ليفيا : الكل بخير يبلغان تحياتهما إليك
ماريا : هيا بنا نستغل الجو الجميل فنحن على أبواب الشتاء فأنت تعرفين كيف يصبح الجو هنا
ليفيا : صدقت عزيزتي لنستمتع بلحظاتنا الآن
أخذنا ندخل من متجر إلى آخر... نختار من بين الملابس المعروضة خصوصا آخر الفساتين تمنيت لو اقتنيتها كلها ....
راقني فستان جميل أسود اللون ليفيا كذلك شجعتني على شراءه وخصوصا أنه سيلائم لون بشرتي ....أما ليفيا فقد اشترت قميصا... فهي تحب ارتداء السراويل مع القمصان ....
بعد أن أخذ التعب منا لكثرة المشي انتهى بنا المطاف في أحد المطاعم... طلبت لي ولصديقتي أكلتنا المفضلة بيتزا بالخضر واللحم المفروم .....
وبينما نحن نتاول طعامنا لفت نظري شاب وسيم طويل القامة ملامحه حادة شعره بني أنيق في هندامه له سحر خاص ينبعث من عينبه بريق جدبني إليه لم أستطع إنهاء طعامي فنظراته كانت تلاحقني .... علت وجنتاي حمرة أشعرتني بحرارة لم أستحملها أخذت كوب ماء بارد شربته كله دون أن أشعر لأطفئ اللهيب الذي اعتراني .... لاحظت ليفيا توتري وسألتني باستغراب.
ليفيا : ماريا ما بك أنت لست بخير ؟
ماريا : لا شيء فقط شعرت بحرارة هنا داخل المطعم
ليفيا : ههههه أتمزحين أظن الشتاء على الأبواب وليست هناك حرارة حتى يحصل معك ما حصل
ماريا : ليفيا هيا بنا أريد العودة للبيت أمي ستقلق علي كثيرا
ليفيا : غريب أمرك اليوم المهم لا مشكلة حتما ستخبرينني عن أمرك إن لم يكن اليوم فغدا
خرجت من المطعم رفقة ليفيا وطلبت منها ان تسرع الخطى وكأنني أهرب من قدر لا أريده أن يلاحقني... ربما هو زلزال الحب المباغث طرق بابي وانا أخاف منه لذا لدت بالفرار.... التفت ورائي فإذا بي أجده يترصد خطواتنا ويتبعنا أينما اتجهنا ....
زدت في سرعتي حتى لا يلحق بنا ولم أشعر بنفسي إلا وأنا أمام باب بيتنا... أدق الجرس رنات متتالية وفي نفس اللحظة أودع ليفيا بسرعة مما جعل صوفي تفتح لي وهي متفاجئة من عودتي المبكرة.
دخلت بسرعة وصعدت السلالم دون أن ألقي التحية في اتجاه شرفتي فتحتها لأجده في الشارع المقابل لبيتنا .... صعقت حينها لقد رآني وعلت وجهه ابتسامة افقدتني صوابي لقد تعرف على البيت وعلم أين أسكن ؟ لكن لماذا تبعني وأراد أن يعرف مكاني ؟ ربما هو أيضا شعر بزلزال الحب ....
ما استغربت منه أني لم يسبق لي أن شاهدته في ذاك المطعم فأنا أرتاده من حين لآخر مع ليفيا ... ربما هو جديد ليس من هنا... هيأته وشكله تؤكدان ذلك أغلقت باب الشرفة وألقيت بنفسي على السرير أستعرض أحداث هذا اليوم... كلما تخيلت صورة ذاك الغريب ابتسمت .... لم أفتح عيناي إلا على صوت صوفي تناديني.
صوفي : سنوهويت أين أنت ؟ لقد أعددت الشاي حبيبتي
ماريا : حاضر في الحال سأكون معكما.
غيرت ملابسي وألقيت نظرة على الشرفة لقد رحل عصفوري ربما قد يعود أو لن يعود.
نزلت السلالم بخطى بطيئة حتى أن أمي وصوفي استغربتا من ذلك... فقد تعودتا على الفوضى التي أحدثها عند نزولي جلست على مقعدي وأنا شاردة الذهن.... لقد أخذ قلبي معه.
بقلم الأديبة سميا دكالي
أنا تلك الفتاة التي فتحت عينيها لتعيش حياة دون أب مما جعلني أساير حياة صعبة وأواجهها بكل صمود وتحدي لتحقيق حلم عشت عليه
🍂 #الجزء_الثالث 🍂
#الغريب
فتحت دولابي ووقفت أنظر إلى الفساتين لقد ارتديتها كلها تقريبا ....فكرت في أن أتخلص من بعضها وأشتري بدلا منها أخرى ....الآن سأرتدي سروال جينز وقميصا وجاكيتا خفيفا يتناسب معهما .... وضعت لمسات خفيفة على وجهي...
لا أحب المكياج الفاقع الثقيل... فذلك قد يجعلني أبدو أكبر من سني وأنا أحب أن أبقى طفلة وإن كبرت ....
رششت رشتين من عطري المفضل خلاصته من رحيق الياسمين... ثم أخذت حقيبة يدي وألقيت نظرة على صورة أبي واعدة إياه أن لا أتأخر.... أعرف أن روحه معي تراني وتحس بي وملازمة إياي في كل أوقاتي.
نزلت إلى الأسفل وودعت أمي وصوفي بعد أن أشبعتهما قبلات متمنية لهما يوما جميلا ..... لم تمض إلا دقائق على مسيري حتى سمعت نداء صديقتي ليفيا... هذه الأخيرة لا تفارقني كبرنا ودرسنا معا .....هي وحيدة والديها.. مازالا على قيد الحياة يجمعهم بيت متواضع لكنه متماسك بالحب والدفء الأسري.
ليفيا فتاة طويلة القامة جميلة لها عينان زرقاوتان وشعر أشقر تتميز بأخلاق حميدة أعتبرها كأخت لي... عشنا معا على القرح والفرح هي بمثابة خزينة أسراري كما أنا لها .....
ليفيا : سنوهويت رااائع أختي التقينا في نفس الموعد كيف حالك ؟
ماريا : بخير حبيبتي وانت كيف حالك ووالديك ؟
ليفيا : الكل بخير يبلغان تحياتهما إليك
ماريا : هيا بنا نستغل الجو الجميل فنحن على أبواب الشتاء فأنت تعرفين كيف يصبح الجو هنا
ليفيا : صدقت عزيزتي لنستمتع بلحظاتنا الآن
أخذنا ندخل من متجر إلى آخر... نختار من بين الملابس المعروضة خصوصا آخر الفساتين تمنيت لو اقتنيتها كلها ....
راقني فستان جميل أسود اللون ليفيا كذلك شجعتني على شراءه وخصوصا أنه سيلائم لون بشرتي ....أما ليفيا فقد اشترت قميصا... فهي تحب ارتداء السراويل مع القمصان ....
بعد أن أخذ التعب منا لكثرة المشي انتهى بنا المطاف في أحد المطاعم... طلبت لي ولصديقتي أكلتنا المفضلة بيتزا بالخضر واللحم المفروم .....
وبينما نحن نتاول طعامنا لفت نظري شاب وسيم طويل القامة ملامحه حادة شعره بني أنيق في هندامه له سحر خاص ينبعث من عينبه بريق جدبني إليه لم أستطع إنهاء طعامي فنظراته كانت تلاحقني .... علت وجنتاي حمرة أشعرتني بحرارة لم أستحملها أخذت كوب ماء بارد شربته كله دون أن أشعر لأطفئ اللهيب الذي اعتراني .... لاحظت ليفيا توتري وسألتني باستغراب.
ليفيا : ماريا ما بك أنت لست بخير ؟
ماريا : لا شيء فقط شعرت بحرارة هنا داخل المطعم
ليفيا : ههههه أتمزحين أظن الشتاء على الأبواب وليست هناك حرارة حتى يحصل معك ما حصل
ماريا : ليفيا هيا بنا أريد العودة للبيت أمي ستقلق علي كثيرا
ليفيا : غريب أمرك اليوم المهم لا مشكلة حتما ستخبرينني عن أمرك إن لم يكن اليوم فغدا
خرجت من المطعم رفقة ليفيا وطلبت منها ان تسرع الخطى وكأنني أهرب من قدر لا أريده أن يلاحقني... ربما هو زلزال الحب المباغث طرق بابي وانا أخاف منه لذا لدت بالفرار.... التفت ورائي فإذا بي أجده يترصد خطواتنا ويتبعنا أينما اتجهنا ....
زدت في سرعتي حتى لا يلحق بنا ولم أشعر بنفسي إلا وأنا أمام باب بيتنا... أدق الجرس رنات متتالية وفي نفس اللحظة أودع ليفيا بسرعة مما جعل صوفي تفتح لي وهي متفاجئة من عودتي المبكرة.
دخلت بسرعة وصعدت السلالم دون أن ألقي التحية في اتجاه شرفتي فتحتها لأجده في الشارع المقابل لبيتنا .... صعقت حينها لقد رآني وعلت وجهه ابتسامة افقدتني صوابي لقد تعرف على البيت وعلم أين أسكن ؟ لكن لماذا تبعني وأراد أن يعرف مكاني ؟ ربما هو أيضا شعر بزلزال الحب ....
ما استغربت منه أني لم يسبق لي أن شاهدته في ذاك المطعم فأنا أرتاده من حين لآخر مع ليفيا ... ربما هو جديد ليس من هنا... هيأته وشكله تؤكدان ذلك أغلقت باب الشرفة وألقيت بنفسي على السرير أستعرض أحداث هذا اليوم... كلما تخيلت صورة ذاك الغريب ابتسمت .... لم أفتح عيناي إلا على صوت صوفي تناديني.
صوفي : سنوهويت أين أنت ؟ لقد أعددت الشاي حبيبتي
ماريا : حاضر في الحال سأكون معكما.
غيرت ملابسي وألقيت نظرة على الشرفة لقد رحل عصفوري ربما قد يعود أو لن يعود.
نزلت السلالم بخطى بطيئة حتى أن أمي وصوفي استغربتا من ذلك... فقد تعودتا على الفوضى التي أحدثها عند نزولي جلست على مقعدي وأنا شاردة الذهن.... لقد أخذ قلبي معه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق