الخميس، 1 نوفمبر 2018

لاتيأس
بقلم الشاعر محمد أبو رزق

لاتكن صديق الأحـزان والهمـوم 
واجعل يقينـك دوما وأبدا في الله
وإذا الهمّ أورق وتراكم كالغيوم
فابتسم إبتسم وإن بلغ الحزن مداه
وعش في الحياة راضيا بالمقسوم 
فلا شيء في الدنيا يستحق المبالاه
ولا تبع دينـك إبتغاء رزق مأثوم
فالمحـروم حقـا من أسخط مولاه
قد يُسَدُّ باب الرزق على المحروم  
ويأتيه فرج قريب من رب لاينسـاه
فيونس إبتلعه الحوت بالقدَرِ المحتوم
فنادى في الظلمات أن لاإله إلا الله
وأمّ موسى رمته في اليمّ بقلبٍ مكلوم
فالتقطه فرعون عدوّه وفي بيته ربّاه
ويوسف لبث في السجن بحُكمٍ ظَلُوم
فبرّأه ربّه وعلى مصر ملّكه وولاّه
وكم من نبيٍّ قبلُ رعى غنم القوم
فاختاره ربّه من بين قومه واصطفاه
فلا تيأس من طول البلاء والضيم
قد يكون في طيّاته خير تُحمد عقباه
فمريم قالت ياليتني متُّ قبل هذا اليوم
ولم تدر أن بطنها يحمل روح الله
كم من فقير يظل جائعا غير مطعوم
يبيت شبعـانَ وربّـه أطعمه وسقـاه
وكم من غني يتمرغ في الخير العميم 
محروم من النِّعم لمرض قد إبتلاه
قد عاش مرتاحَ البال بقلبٍ سليم
من قنع ورضي بمـا وهبـه مولاه
لاتفرح بالقادم ولا تحزن على القديم
واحمد الله على فضله واشكر عطاياه
لاتنشغل بهـذا باع وذاك قـد اشترى
دع الناس في أحوالهم فكلّ وقضاياه
لاتسأل عن شيء لايعنيك بين الورى
قد تسمع ما يجرح نفسك ولا ترضاه
لاتتّبع عورات الناس وكن كمن لا يرى
فعيبك كثير وعينك عميـاء قد لاتراه
لاتنظر إلى من فوقـك رُتبـةً وثرى
فرزقك مضمـون ونصيبك لن تتعدّاه
دع الأمور يا صاحبي لمن خلق وبرى
فكلّ شيء عنده في الأزل قدّره وقضاه
فعلَامَ الحزن يا صاح وربك رزق وقدّرا
فارض بما قسّمـه لك وقل دوما الحمد لله
محمد أبورزق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق