لَـيلٌ وذِكْـرى
بقلم الشاعر بشير عبد الماجد بشير
يا حبيبي أنا والّليلُ وذِكراكَ وشِـعـري
كلُّنا بِتنا سُـكارى
وانتشَـينا نٓشْـوةَ العُـمرِ
وهـل في العُـمرِ إِلَّا نشـوةٌ كُـبرى
تردُّ القلبَ بعْـدَ المـوتِ حَـيَّاً
نابضاً بالحبِّ يشكو ضيعَـةَ الأيَّـام
في الآلامِ والأشجانِ والأحزانِ
يا لَلْـعُـمر ...
ما أحْـلى ضَيَاعَ العُـمرِ في حُـسْـنٍ
تراهُ العَـينُ أمسى كلَّ شيىء في مَـداهـا
رِقَّـةٌ مالكَةٌ رِقَّ نُـفوسٍ ظَـمِـئتْ للحُـسنِ
دهْـراً طالَ ما أقسى سُراهَـا
وبصحراءِ حياتي أنتَ يوماً
لُـحتَ نبعَـاً أتَـمَـلَّاهُ
وكان القلبُ يحياهُ سراباً وخَـيالا
ليسَ يجني مِنْهُ غَيْرَ الـحَسَرَاتِ
يا حبيبي الفُ عامٍ
أقفرتْ دُنيايَ فيها من ضِياءْ
ظُلُماتي أرهْـقتْ حِـسِّـي
وعانيتُ من الـحُبِّ صُنوفاً من شَـقَـاءٍ
وهُـيامٍ وعِـذابٍ لا يُرى مِنْهُ انْعِتاقٌ أو خلاصْ
ألفُ عامٍ عصفَ اليأسُ بقلبي
كلَّما قلتُ أرى في الأفقِ بَـرقاً
لاح لي فِيهِ من اليأسِ ضبابٌ عاصفٌ
ضحكت فِيهِ رياحٌ من سمومٍ أثقلت روحي
ولَم تبقِ لعين النّاظرِ الحيرانِ
بَـعـضاً من رجـاءْ
ولقد أبصرتُ في عينيكَ هذا الْيَوْمِ
كَـوناً من جمالٍ وصفاءْ
وسباني فيهما ذاك البريق
اتُرى عَـيناكَ سِـرُّ السِّحرِ أم سِـحر الفتون
ولقد أسمعتني الْيَوْمَ حديثاً حالماً
أنا مِنْهُ في انْـتِشـاءٍ دائـمٍ
ليس لَهُ في هـذهِ الدُّنيا انْـتهْـاءْ
وبأذْني مِنْهُ مازالَ صَـداهْ .
ولهذا أنا والّليلُ وذِكراكَ وشعري
كلُّـنا بتنا سكارى يا حبيبي .
***
بشير عبد الماجد بشير
السودان
من ديوان ( أشتاتّ مجتمعات )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق