الخميس، 27 ديسمبر 2018

(الشعر والعرب)

لـ عبد الرحمن جانم

الخميس 27/12/2018

بِوَزْنٍ وَافِرٍ صَدَرَتْ حُرُوْفِي

بِبَحْرِ الشّعْرِ قَدْ وَجَدَتْ مَقَامَا

صَحَيْتُ عَلَى أَنِيْنِ القَوْمِ فَجْرَاً

أَلَمّ بِهِمْ وَمَا زَالُوا نِيَامَا

فَقُلْتُ أَصِيْغُ أَشْعَارِيْ قَصِيْدَاً

لِمَنْ يَصْحَى لِيَقْرَأَهَا أَمَامَا

تَعَاتِبُنِيْ عَلَى الأَشْعَارِ أُنْثَى

تُرَاشِقُنِيْ مِنَْ الحُبِّ الغَرَامَا

فَقُلْتُ لِمُنْيَتِيْ لا تَقْتُلِيْنِيْ

فَلَا أَرْضَى أَكُوْنُ كَذَا مُلَامَا

عَلَى مَا تَصْرُخِيْنَ وَفِيْكِ يَأْسٌ

مِنَ الأَشْعَارِ - لَا أَمَلَا -ً عَلَى مَا ؟

فَجُوْدِيْ وَاسْمَعِيْ مِنّيْ قَصِيْدَاً

فَإنْ لَمْ تُؤْمِنِيْ أَرضَ احْتِكَامَا

بِلَادِيْ أَنْتِ يَا أَغْلَى بِلَادٍ

أَبَادِلُكِ الأَحَسِيْسَ اهْتِمَامَا

غَرَامِيْ فِيْكِ يَكْبُرُ كُلَّ يَوْمٍ

وَقَلْبِيْ فِيْكِ أَصْبَحَ مُسْتَهَامَا

وَأَكْتُبُ فِيْكِ أَشْعَارِيْ غَرَامَاً

يَشِلُّ العُرْفَ يَنْتَزِعُ اللِّثَامَا

أَظَلُّ أَرَدِّدُ الأَشْعَارَ دَوْمَاً

لَعَلِّيْ أًنْ أَبَادِلَكِ الهِيَامَا

وَلَكِنْ لَمْ أَجِدْ مِنْكِ المُعَنّى

وَلَمْ أَجِدَْ المَحَبّةَ وَالغَرَامَا

فَجُوْدِيِ وَارْحَمِيْ صَبّاً مُحِبّاً

تَمَنّى فِيْكِ أَنْ يَجِدَ السّلَامَا

كَتَبْتُ الشّعْرَ يَوْمَاً فِي بِلَادِي

وَصِرْتُ لِأَجْلِهَا أَنْوِيْ الصّيَامَا

كَتَبْتُ الشّعْرَ حَتّى جَفَّ حِبْرِيْ

لَهَا مُذْ كُنْتُ أَرْتَجِلُ الكَلَامَا

وَلَكِنْ لَمْ يَفِدْ فِيْهَا قَصِيْدِيْ

وَلَمْ يَتَبَادَلُْ الحُبُّ انْسِجَامَا

ظَلَلْتُ أَرَدّدُ الأَبْيَاتَ سِرّاً

وَجَهْرَاً كَيْ تُبَادِلَنٍيْ الغَرَامَا

وَلَكِنّيْ وَجَدْتُ الشّعْرَ ضَرْبَاً

مِنَْ الأَوْهَامِ لَيْسَ لَهُ (كَرَامَا)

كَأَنّ الشّعْرَ فِيْ وَطَنِيْ هِرَاءٌ

فَمَا يَوْمَاً بِهِ الشّعْبُ اسْتَقَامَا

عَشِقْتُ الشّعْرَ أَزْمَانَاً لِأَنّيْ

حَسِبْتُ الشّعْرَ يَجْعَلُنِيْ إمَامَا

كَتَبْتُ قَصِيْدَتِيْ مِنْ صُغْرِ سِنِّيْ

وَصُرْتُ اليَوْمَ فِي العٍشْرِيْنَ عَامَا

كَتَبْتُ الشّعْرَ حَتَّى شَابَ رَأْسِيْ

كَأنّيْ صُرْتُ في الخَمْسِيْنَ  عَامَا

حَمَلْتُ هُمُوْمَ أُمّتِنَا بِشِعْرِيْ 

لَحَتّى يَصْبِحُوا قَوْمِيْ كِرَامَا

وَلَكِنّيْ وَجَدْتُ الشّعْرَ ذَنْبَاً

عَظِيْمَاً بَاتَ دَاءاً مُسْتَدَامَا

وَجَدْتُ الشّعْرَ فِي وَطَنِيْ كَرِيْهَاً

كَأَنّ الشّعْرَ قَدْ أَضْحَى حَرَامَا

حَسَبْتُ الشْعْرَ يَجْعَلُنِيْ أَمِيْرَاً

وَيَجْعَلُ لِيْ مِنَْ القَوْمِ احْتِرَامَا

وَلَكِنْ صَارَتَْ الأَشْعَارُ شَيْئَاً

حَقِيرَاً قَدْ لَقَيْتُ بِهِ اتْهَامَا

فَيَا مَنْ تَسْمَعُونَ الشّعْرَ مِنّيْ

رَجَاءَاً اِعْذِرُوا هَذَا الْغُلَامَا

لِأَنّيْ مَا كَتَبْتُ الشّعْرَ هُزْوَاً

وَلَا قِصَصَاً أَصَدِّرُهَا دِرَامَا

وَلَكِنِّيْ كَتَبْتُ الشّعْرَ صِدْقَاً

مِنَْ القَلْبِ الّذِيْ لَاقَى انْصِدَامَا

ضَمِيْرُ النّاسِ مَعْدُوْمَاً أَرَاهُ

فَلَسْتُ أَرَى لَهُ فِيْنَا مَقَامَا

فَكَيْفَ بِشَاعِرٍ يَبْقَى جَبَانَاً

يَقُوْلُ الشّعْرَ يَلْزَمَهُ لِزَامَا

يَرَى مِنْ حَوْلِهِ ظُلْمَاً مَرِيْرَاً

وَلَكِنْ لَيْسَ يَنْتَقِدُ الظّلَامَا ؟

يَرَى العُمَلَاءَ قَدْ هَدُّوا بِلَادَاً

يَعِيْشُ بِهَا وَسَوّوا اِنْقِسَامَا

فَكَمْ قَدْ رَمّلُوا فِيْهَا نِسَاءَاً ؟

وَكَمْ قَدْ صَيّرُوا فِيْهَا يَتَامَا ؟

وَكَمْ قَدْ قَتّلُوا الأَبْنَاءَ فِيْهَا ؟

وَكَمْ قَدْ شَرّدُوا مِنْهَا كِرَامَا ؟

فَكَيْفَ بِشَاعِرٍ حُرٍّ  أَبِيٍّ

يُقَابِلُ مَا يَرَاهُ ب(ِابْتِسَامَا)؟

فَفِي الشّعَرَاءِ لَا أَلْقَى شُجَاعَاَ

يَذُوْدُ بِشِعْرِهِ يَرْمِيْ سِهَامَا

كِلَابُ الْغَرْبِ تَسْعَى كُلّ يَوْمٍ

عَلَى الإسْلَامِ تَنْوِي اِنْتِقَامَا

وَقَدْ وَجَدَتْ بِأَرْضِ الشّامِ ذَيْلَاً

عَمِيْلَاً تَابِعَاً لِلْغَرْبِ دَامَا

بِأَرْضِ الرّافِدَيْنِ لَقَتْ حَمِيْرَاً

تَحِبُّ الصّبْرَ زَادَتْهَا لِجَامَا

وَفِي مَصْرٍ لَقَتْ صُعْلُوْكَ قَوْمٍ

ضَعِيْفَ النّفْسِ يَسْتَمِعُ المَدَامَا

وَفِي الصّحْرَاءِ كَمْ وَجَدَتْ نِعَاجَاً

مُجَهّزَةً لِتَحْتَضِنَ الـ(أُبَامَا)

بِمَسْقَطِهَا وَمَكّتِهَا عَمِيْلٌ

وَدَوْحَتِهَا وَأَيْضَاً بالـ(مَنَامَا)

وَفِي بَيْرُوْتَ قَدْ وَجَدَتْ مُطِيْعَاً

وَفِي اليَمَنِ السّعِيْدِ لَقَتْ غُلَامَا

خَذَتْ مِنْ بَاطِنِ الصّحْرَاءِ كَنْزَاً

ثَمِيْنَاً مِنْ مَصَادِرِهَا اغْتِنَامَا

فَلَيْسَ يَدِيْرُ أَرْضَ العُرْبِ إلّا

لِأَامٌ قَدْ هَوَتْ تِلْكَ اللِّأَامَا

وَمِنْ طَهْرَانَ قَدْ وَجَدَتْ حَلِيْفَاً

لِقَتْلِ العُرْبِ أَوْ هَدْمِ الـ(مَقَامَا)

أَتَى الأَعْدَاءُ مِنْ شَرْقٍ وَغَرْبٍ

إلَى(صَنْعَاءَ) تَنْتَزِعُ الْحِزَامَا

لِيُسْهَلَ بَعْدَهَاِ فَتْحٌ قَرِيْبٌ

لِبَيْتِ اللهِ وَالْبَلَدِ الْـ(حَرَامَا)

حَمَامَاتُ السّلَامِ بٍكُلّ أَرْضٍ

تَصِيْغُ إلَى مَوَاطِنَهَا السّلَامَا

فَمَا مَاتَتْ حَمَامَاتٌ بِأَرْضِيْ

بَلٍْ الْأَغْرَابُ قَدْ قَتَلُوا الْحَمَامَا

.. ......إلخ

لـ عبد الرحمن جانم

الخميس 27/12 /2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق