" العلم والحكمة.."
بقلم الشاعر أنور محمود السنيني
اصْنَعْ سُيُوفَكَ لِلْجِهَادِ الأَمْثَلِ ِ
وارْفَعْ حُرُوفَكَ في المَكَانِ الأَفْضَلِ ِ
واضْرِبْ رُؤُوسَ الذُّلِّ دُون َ هَوَادَةٍ
ما رَفْرَفَتْ رَايَاتُنَا في جَحْفَل ِ
يَوْمَ انْتِقَامِكَ مِنْ عَدُوٍّ غَاشِمٍ
وتَبَابِعٍ وبِطَانَةٍ لا تَنْطَلِي
لا تَسْكُنَنَّ دِيَارَ عَجْزٍ خَائِفًا
وعَنِ المَذَلَّةِ والإِهَانَةِ فَارْحَلِ
وإِذَا أَتَتْكَ مِنَ الزَّمَانِ مَظَالِمٌ
فَاظْلِمْ وخُذْ نَصَفًا حُقُوقَكَ واعْدِل ِ
الجَهْلُ عَنْ أَهْلِ الجَهَالَةِ حِكْمَةٌ
والْعِلْمُ لِلْحُكَمَاءِ أَفْضَلُ مَنْهَل ِ
مَنْ بَاتَ في عَطَشٍ لِعِزَّةِ نَفْسِهِ
فَعَلَيْهِ بالسَّيْفِ القَضِيبِ المُصْقَل ِ
الْحَرْفُ سَيْفٌ فَابْن ِ عِزَّكَ عَالِمًا
لا خَيْرَ في جِسْمٍ بِدُونِ تَعَقُّل ِ
لا تَرْعِ سَمْعَكَ لِلمُثَبِّطِ فَالْعُلَا
عَرْشٌ لِذِي عِلْمٍ عَلَيْهِ يَعْتَلِي
عِزُّ الفَتَى بِالْعِلْمِ قَبْلَ بَسَالَةٍ
وَتَدَرُّعٍ بِمُسُوحِ جَهْلٍ مُبْتَل ِ
فَخُذِ العُلُومَ فَمَا الْجُسُومُ بُطُولَةً
حَتَّى ولَوْ بَلَغَتْ حُجُومَ تَأَفْيُل ِ
مَوْتِي بِنُورِ الْعِلْمِ أَسْمَى مَوْتَةٍ
وأَعَزُّ مِنْ عَيْشِ الْبَلِيدِ الأَجْهَل ِ
فَالْعِلْمُ مِفْتَاحُ البُطُولَةِ والحِجَا
وبِهِ أُعَانِقُ في الدُّنَى مُسْتَقْبَلِي
لَوْ لَمْ يَكُنْ لِي في وجودي غَايَةٌ
إِلَّا أَطَايِبُ مَشْرِبٍ أو مَأْكَل ِ
فَلَقَدْ تَمَثَّلْتُ البَهَائِمَ عِيشَةً
ولَبِئْسَ مِنْ مَثَلٍ وبِئْسَ تَمَثُّلِي !
كُلُّ الخَلَائِقِ رِزْقُهَا مُتَحَصَّلٌ
فَاشْغِلْ طُمُوحَكَ بِالَّذِي لم يَحْصُل ِ
لَمْ أَلْقَ مِنْ وَانٍ ومِنْوَامٍ بَنَى
في أَعْمَقِ الأَحْلَامِ لِبْنَةِ مَنْزِل ِ
قد ذَاقَ مِنْ لَوْمِ الجهالةِ عُمْرُهُ
مَنْ شَاقَهُ يَوْمٌ لِعِلْمِ الأَوَّل ِ
حَسَرَاتُ أَهْلِ الجَهْلِ لَيْسَتْ مَرَّةً
لَكِنَّهَا المَرَّاتُ تَتْلُو ما تلي
فَخْرِي بعلمي لا بِجَدِّي أو أَبِي
ومُهَنَّدِي حَرْفِي وفكري أَخْيُلِي
خُضْتُ الحياة مَعَارِكًا وبحكمتي
نِلْتُ المنى مِنْ غَائِبَاتِ تَأَمُّلِي
لا تسقني بالجهل أَبْرَدَ شَرْبَةٍ
بل مُدَّ لِي بِالْعِلْمِ حَرَّ تَعَلُّل ِ
مَاءُ الكَرَامَةِ والسِّيَادَةِ حِكْمَةٌ
فَإِذَا عَدِمْتُ فَقَدْ مَلكْت ُ تَذَلُّلِي
ولَئِنْ حييتُ على المذلةِ جاهلا
سَأَمُوتُ يَوْمًا قَائِلًا : ما مَقْتَلِي ؟!!
بقلمي أنور محمود السنيني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق