طَرْحُ الذكريات !
=========
حسام الدين بهي الدين ريشو
===============
أينما تأخذهُ الخطى
تُحلِقُ في الأفق الذكرياتُ
يمضي تحت ظلها
فتهزهُ رعشةُ أو رعشتان
في الركن القصي
مِن قلبه الموجوع
الذي ينوء بالأحزان
قَدَرٌ
يهزُ جذع الحنين
فتلملمُ الروُحُ
تفاصيل الوجوه والأبدان .
حواءُ
كانت هنا
وضاءةُ الوجه
تذوب خجلا
تغض الطرفَ
ويتضرجُ خداها حياءً
إذا ماتأملتها عينان .
هنا
كان صديقٌ
ورفيقُ درْبٍ
كانت له مِنْسَأَةً
من وصايا لقمان
وعباءة
مِن " وعباد الرحمن "
ويشهقُ في قلبه
الخوف ... والرجاء
مخافةَ النسيان .
هنا أصداءٌ
لِحِكْمة وقصائد الرواد
لم ينجدل في رمزها
سَفَهُ بهلوان
أو نزغُ شيطان
تبكي إفتقادها
أرائكُ الحنين
والأجواء .. والجدران .
والأدبُ
إرتدى ملابس الحِداد
بعدما جفت لغة الكلام
ومسها الهذيان .
ذهبوا جميعا
على متن زمانهم
وحل زمن الغوايات
والبهتان
فاض زيفا ... وهراء
وتربعت الثعالب
وهللت لها الفئران .
وضجت الروح إغترابا
فنادى
على الناي الحزين
ليصحبَ الفؤاد
في رحلة الأشجان !
آه ياصاحبي
وانت في هزيع الليل
بين صمتٍ واغتراب
كواقف على الموج
أو على الأطلال
في اليباب
تسألُ عن " أنا أنتَ "
عن مكارم
تفيض بالخير .. بالإيثار
للإنسان .
هيهات .. هيهات
فقلوب الخلائق
صارت موصدةُ الأبواب
وصباحها .. ومساؤها
أنا
ومِنْ بعدِىَ الطوفان .
ياصاحبي
تغيرت الأيام والأحوال
فلذ بأعتاب
" أرحنا بها يابلال "
في الأسحار
راجيا
واقية كواقية الوليد
في زمن الثعالب والفئران .
********************
حسام الدين ريشو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق