الخميس، 21 فبراير 2019

(((ياوجعي))..الوافر
  د.فنيسا روقاي

وأحملُني على كفيّ خيطاً
  يَشدُّ بجوعِهِ بطنَ السَّحابِ
  
تؤرجحُني السّنينُ بحبلِ وَهْمي
  وَتصلِبُني بأعوادِ الصِّعابِ
  
وألقي عندَ بابِ الوعْدِ صوْتي
  ليرجعَ منْ متاهتِهِ جوابي
  
فتخْضرُّ المواجعُ في سُطوري
  وَتُثمرُ فيّ ألحانُ العَذابِ
  
وأبحثُ عن وجودِكَ في وجودي
  فيُدركُني بشهْقتِهِ ربابي
  
وتلقاني لغاتك في ظلالي
  وألقاها على صوتِ انسكابي
  
وتحملُ خيمتي ريحَ التجلّي
  وتكسرُ عند بابِ الصمتِ بابي
  
فأبحثُ في شواطي العمرِ عنّي
  ويبحثُ عنْ مَداراتي غِيابي
  
ويحتشدُ الحنينُ بغصنِ يوْمي
  ويشرحُ لي تفاصيلَ ارْتيابي
  
فأُشْعِلُني شموعاً من جراحٍ
  تلألأُ عندَ مملكةِ اغترابي
  
ومبخرةً بها أحرقت روحي
  بخوراً ضاعَ في طُرُقِ الرّوابي
  
وما عندي سوى نبضي المُدمّى
  تفانى مِثلَ أعوادِ الثّقابِ
  
ولي قلبٌ يُعاني منْ سُكوتي
  وبي صوتُ السّكوتِ رأى احتطابي
  
تضاءلَ بي سَنا روحي فأخفى
  عنِ الرائيينَ هفهفةَ الثّيابِ
  
فيا وجعاً غريباً بي تسامى
  وأرهقني وزادَ منِ انتهابي
  
وأيقظَ بي براكينَ الخفايا
  وفتّتتَ صدرَ أيّامي بنابي
  
أضعْتُ وعندَ أحلامي ترامَتْ
  بقايا أُمّةٍ صَنعتْ مَصابي
  
ولي ناحَتْ نواعيرُ اليتامى
  وألبسني البُكا ثوبَ ارتقابي
  
توسَّلْتُ الشّواطئَ أنْ تراها
  تُديرُ بشوقِها نهرَ انتحابي
  
ويا وطناً توارى في جراحي
  وجافاني ولا يهوى اصطحابي
  
بهرْتَ الشّعرَ والشّعراءَ حتّى
  رأيتكَ بين روحي والإهابِ
  
بحبري مَنْ سقيْتُ همومَ قومي
  وما شاخَتْ ميادينُ الرِّحابِ
  
أناخَتْ في شعابِ القهْرِ خَطوي
  وبي نزَلتْ وما عرَفَتْ قِبابي
  
أعودُ إليّ نهرا مِنْ جراحٍ
  فيرسِمُني على الأوراقِ غابي
  
فأنثرُ في ثرى اللاشيءِ قَمحي
  فيحْصدُني بمنجلِهِ احْتطابي
  
وأختصرُ الطريقَ لحقلِ نزفي
  وتطويني المسافةُ في شِعابي
  
ركبْتُ إليِّ صعباً فوقَ صَعْبِ
  ولمْ أحسبْ لخاتمتي حِسابي
  
سأعجزُ أنْ أَلُمَّ نُثارَ ذاتي
  ويَعْجزُ أنْ يُواريني غُرابي
  
يعودُ إليكَ أنّى سارَ وجْهي
  ويُرْجِعُني لأمجادي طِلابي
  
تفرقنا وعدنا والتحمنا
  وما عادت من الغربة صحابي
  
رَجعْنا نحْوَنا لكن رَجَعْنا
  على كلٍّ ندوسُ بلا سِبابِ
  
فيا وطناً تقمّطَ بالمآسي
  أَزِحْ عنْ عرشِ قامَتِكَ التهابي

د.فنيسا روقاي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق