الخميس، 1 أغسطس 2019

لماذا رفضت صداقتي للشاعر محمد بن محمد الصمعي

من مجموعة " أنغام خريف الهوى " ننشر الجزء الأخير من قصيدة - لماذا رفضت صداقتي ؟ - 
بقلم الشاعر محمد بن محمد الصمعي
... تألّمت كثيرا

لذاك الهوى العذريّ

و إلى حدّ الآن

ما زلت أتألّم

لكنني صبرت

على كلّ حال

فماذا سأجد منك

و أنا أطلب المحال ؟

تريدين أكيد

نسيان كلّ شيء ؟

الماضي و الحاضر

و المستقبل الخفيّ لماذا ؟

فالماضي جميل

جميل بصدقه

بعواطفه النّبيلة

صحيح هرمنا

و أخذ الزّمن

منّا صحّة

لما لا نبق صديقين

هكذا عن بعد ؟

تقرئين أشعاري

و تفرحين بإحساسي

الطّاهر النّقيّ

كما كنت في الماضي

أيّام ربيع حبّنا

أيّام صدّك و عنادك

جعلت منّي شاعرا

يحسّ و يتألّم

و يعبّر لكنّه

رافع الرّأس

عاليّا شامخا

لا أريد موعدا

و لا أبحث عن لقاء

فقط صداقة حميمة

تنبض حيّة مع الزّمن

و عند رفضك صداقتي

تصرّفت و بحثت عنك

عند أصدقائك

الأقرباء و البعيدين عنك

فوجدت صورة منك

أخفيتها في أعماقي

و سأحفظها في كياني

لي و للأبد

و لن يراها غيري

و غير قلبي و روحي

سأحافظ عليها

في عروق دمي

لأنّها شيء منك

بل لأنّها أنت

أنت بكلّ شيء فيك

بشعرك بعينك

بأنفك بفمك

بطلعتك البهيّة

بقلبك النّابض

بروحك الزّكيّة

دائما معي بصحبتي

أزورك متى أشاء

و ستبقى خالدة

معي طول الزّمن

في شرايين فؤادي

في نخاعي الشّوكي

بعد انتقالي من الوجود

إلى حياة البرزخ الموعود

و بعد زوالك من الوجود

فهل ستخلّدين

في هذه الحياة ؟

فما الخلود

إلاّ لله المحمود

فإن شئت

اقبلي صداقتي

فالصّداقة خير

و أعزّ شيء في الوجود

و حتّى الصّداقة

لها أجل محدود

يحدّده الله

العليّ القدير

على جبين كلّ موجود

عاندي و كابري

و ارفضي صداقتي

فلن تقدري

على تحقيق الخلود

فالأجدر لك

و الأفضل لنا

أن تقبلي صداقتي

فأنا ماضيك

الّذي عاش معك

و يعيش بعدك

و إلى اليوم الموعود

بفضل من الله المحمود

الشّاعر : محمّد بن محمّد الصّمعي

قربة ولاية نابل الجمهوريّة التّونسيّة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق