الخميس، 17 أكتوبر 2019

خفقة يأس للشاعر حيدر الزيدي

خفقة يأس
بقلم الشاعر حيدر الزيدي

غداً  اذا تساقطت  كف الرحيل

لاتقل شيئاً ياحبيبي 

غير  أن  تبصر حنين المقل

ها قد دفنت في خيالاتي 

قطف الكرم 

وعياراً ثقيلاً  من عشق ذبل

ونسيت  ضجيج الياسمين

ووحام الحمام 

وظل دير العصافير  بأنتظار  الأجل

شيئاً فشيئاً سينساني المكان 

وتذوي الشموع الخضر

نعشاً في حداد المواويل 

وتآكل السنون   مصطبات الغزل

وانسى اناّ التقينا في الخيال

جمراً وياقوته 

أسرّج حصاني الجريح

اركض اطارد  خيوط الأمل 

بلا مأوى كانت مقلتاك الضريرة

ارعى أسراب الضباب الكئيب

يغمرني عصر  الانحناء  , تمادى

في ضلوعي 

دونما خجل

سلام على جرحي الهدار 

سلام على الكرى في عينيّ

يحفّ الاحداق بوابل من كسل

ويخفر صدى  الأشجان 

على ريش البرتقال 

ويقطع صبا الفراشات 

التي رصعت عنقك بسلاسل القُبل

من ثغرك المسجون 

مرّ  لحن الغروب 

والشذى يمطر دموعه السود

 على بائع عشق كهل

أني أموت ياحبيبتي

ومضى   قرار حتفي عطار المنايا

يمحوني من الأفق 

على  سرر السراب وصدى رمل

فأكثري فوق رفاتي صباراً وكافوراً

وضفائر زعفران  وبخور  بحر

أشم عبير الخبز من يديك 

أماه أين انت أين عزاء الأهل 

حلقت اعوام  النكبة فوق ظهري

والقمح ضاع من يدي

وسروج جوادي في عطل

أماه أين انت 

حدثني الله عن الأمومة 

عن قمر الزّمان وسقسقة الهديل

ينمنم خدها القرمزي بحليب الطلل

أغوص الفجاج وحدي 

اعرج كشيخ تتبعه القبور القاحلة

اسقني من وطأة الندى 

انا طفل في طلعة الياسمين لم يزل

حدثني الرب عن الطفولة 

وأنتِ صدر الأغاني 

وأنتِ البلابل وحفيف سفرجل

فتشت عنك في ظلال الزغاريد

وقطيع اليمام 

ودمدمات الزهور

لكن وجهك كأنه قمراً أفل

وتتبعت السواقي وأقاصيص السراب

أنتصف العمر 

وتنسمت الجلاميد صحارى فؤادي

وإغرورق هلال عينيك بالبكاء 

وتكورت  خيباتي

على بئر  الملل

لكنك شبح ونداء صيف 

وقصاصة حزن شفيف 

هزت مهدي قديما ً

وتراخت في أخدود كطائر ثكل

أستفيقي على جرس المراثي

أرقبي  شقاء أبنك الخسران

كي تسترد آهة الغفران 

أيامي التي سلبت وصدري المشتعل..


..........

حيدر الزيدي
النجف 
١/١٠/٢٠١٩

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق