الثلاثاء، 31 ديسمبر 2019

تقزم مجدنا للشاعر محمد الدبلي الفاطمي

تَقَزَّمَ مَجْدُنا
بقلم الشاعر محمد الدبلي الفاطمي
بناقوس البيان دققت حرفي***وعبر المفردات صنعت زحفي

سأعلن عن ولادة زمهرير***وأطعن بالرّماح رهيــب خـوفي

ومن رحم العروبة جئت حرّا***فقوّى الله بالتّوفيق ضـــــعفي

لأخبر أمّتي بوصول فجر***أشعّة شمسه انفجـــرت بجـــوفي

سأصرخ كي ينال العزم منّا***فنحن اليوم أشـــــبه بالخـــراف

////

نبشت بمعولي إرثا تليــــدا***به الأدب ارتقـــــــى فبدا جــديدا

وجدته في الهدى تبرا نفيسا***ونورا في الظّلام لنا مــــــــفيدا

فسرت إليه في خلدي حثيثا***كأنّي في الخطى كنـــــت الوليدا

وشعّ الفقه في العينين لمّا***رأى التّفكير في نظري بعيــــــــدا

رأيت لسان قومي في خيالي***لسانا يســـــــــــتطيع بأن يزيدا

////

تقزّم مجدنا عرضا وطـــولا***فصـــرنا في مواطننا وعــــولا

نجعجع في الكلام بلا طحين***ونزعم أنّنا نبنــــي الحـــــــلولا

ونتّهم اللّسان بدون فــقه***ولا علم يعلّمــــنا الأصــــــــــــــولا

قضينا في التّخلّف ما قضينا***ونحن اليـــــوم يلزم أن نقــــولا

ويلزم أن نكون بكلّ عـــــزم***شعوبا تستــــحقّ بأن تصــــولا

////

ندوب الجلد في جسدي تشيرُ***إلى قهر تحمّـــله الضّـــــــــميرُ

نزلتُ على الكراهة في سجون***بها الجلاّدُ يرهبهُ الأســــــــيرُ

رأيتُ هنــــــــالك الأيّامَ سوداً***وقهرُ النّاس شرّ مســـــــــتطيرُ

رموني في الزّنازن مثل وحْشٍ***كأنّي في الورى بــــشرٌ حقيرُ

وفي قبر العقاب قضيتُ عقدا***من الأعوام يعلمهُ الخــــــــــبيرُ

////

دعوا التّفكير يبتـــــكر الأمل***فإنّ الشّــــــعب قد فقد العــــــمل

متى نعقل مقاصدنا سنحيا***بنور في العـــقول وفي المـــــــــقل

ونحن إذا نفوس النّاس شاءت***تسلّقنا الشّعاب إلى الجــــــــــبل

ورثنا الفقه في التّـــــنزيل دينا***وذلك في الحياة هو الأمــــــــل

نرى الدّنيا ممـــــــــرّا نحو خلد***به الرّحـمان قد فرض الأجـل

////

أروني أمّة رقدت قـــــــــــرونا***وأغلقت البــــــصائر والعيونا؟

ندهده في الرّؤوس بغير فهم***ونرفض أن نقـــــــــوم وأن نكونا

إذا مال الوجود بنا ارتعشنا***ونحن بدين ربّي مـــــــــــــــسلمونا

نخاف الغير والرّحمان ربّ***فهل نحن الرّعاع الظّالمــــــــونا؟

إلهي أيقظ التّفــكير فينا***فعفوك بالهدى أحيا القــــــــــــــــــرونا

محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق