على فراش المرض
بقلم الشاعرة زينة بن عمار
جلست قربه وقد كان على فراش المرض في محاولة منها لتجعله ينسى آلامه.
قالت : ألا تشتاق قبلة من هذي الشفاه؟
فقال : وكيف للغريق أن يشتاق شربة مياه؟!
والموت يحاصره من كلّ اتجاه؟
أيا خولاه ليثُك أعياه السّقام
وانحنى عوده وحنّ لتلك الأيام
أظبيتي، خارت قواي، ووهنت ساقاي
فلا تُسابقي من على المشي هان
فدمعت عيناها :
ما زلتُ أراك شبلي الصغير
في عينيك يلمع الحلم المثير
وضمّت يده بكلتا يديها تترجاه :
لا تنحني، و للحياة لا تفارق
دعنا نعد للذكرى و بالحب نعانق
أياما خوالي وحنينا صادق.
لا،،،، لا يمكنك الرحيل
فمَن سيخاصمني،،،
ثم يصالحني بعد قليل؟
مَن يُضيئ ليلي؟
مَن يكون لي قناديل؟
من يُسكن وجعي؟
مَن لي غيرك خليل؟
من يا مهجة الروح،
من لي غيرك في الحياة دليل؟
من يعرف عني تلك التفاصيل؟
من يخاصم؟ من يمازح؟
من يرافق؟ من يعانق؟
من لبنيك يلقّن ويصارح؟
تنهد بصعوبة وابتسم :
إياك يا عمري والندم
إياك والبكاء يا بنت العم
جسدي عنك لابد راحل
فلا تحزني، يا نبع الفضائل
صمت، نظر إليها والدمع على خديها :
كفكفي دمعك، وتغنجي
دلليني، كما عهدتك
وبشغل البيت لا تتحججي
فإني راجع للبيت لا محالة
فأين ستفرين من ليثِك يا غزالة؟
ابتسمت، فمد يده يمسح دمعة على خدها
هكذا أريدك يا قمري
قوية تسند لي ظهري
فإن أطال الله في عمري
سنحيا كطيرين يا قدري
و إلا،،،فللعهد صوني
و قدوة لأبنائك كوني....
على فراش المرض
زينة بن عمار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق