الاثنين، 4 مايو 2020

وكأنما للشاعرة ماريا غازي

و كَأَنَّمَا . . .
بقلم الشاعرة ماريا غازي
و كَأَنَّمَا سَقَطْتَ مِنَ السُحُبْ 
و كُنْتَ الْغَيْثَ الْجَمِيلَ الْمُرْتَقَبْ
و كَأَنَّمَا أَخَذَت الشِّتَاء الْبَارِد و الجَلِيدْ
و جِئْت بِالرُّبَيِّع بملامح و وَجْه جَدِيدْ
قَضَيْت بِهِ عَلَى لَيْل السُّكُونِ فِي لَيْلِي 
و بَعْثَرَت ضغائم السَّهَر فَيَا وَيَلِي 
يَا وَيْلِي مِنْ عَيْنَيْكَ و مَا فِيهِمَا 
كَأَنَّمَا وَلَدَتْ فِي تَصَادَم مقلتيهما 
أُنْثَى بِقَلْبٍ سَلِيمْ 
و حُبٍّ وَ شَوْقٌ رَحِيمْ 
و كَأَنَّمَا أَغْرَى جَبِينُك صَهْوَة انتظاراتي 
فَهَمَتْ إلَيْك قِمَّة . . . أَصَابِعِي تَكْتُبُ انتصاراتي 
مُعَلَّقَةٌ فِيهَا مِنْ الرِّثاء و الهِجَاءِ فِي وَجْهِ الزَّمَانْ 
تَجُبُّ مَا قَبْلَك و تَكْفُر بِالَّذِي كَانْ 
كَأَنَّمَا أَمْسحَ عَلَى وَجْهِ الرِّضَا إذَا لَمَسَتْك 
آنِسَت الْمَجْهُولِ مِنْ أَيَّامِي لَحْظَة آنستك 
كَأَنَّمَا لَسْت بَشَرًا و إنَّمَا قَدَرُ . . . 
أعيشه بحتمية كَنَهَار أَعْقَبَه لَيْلٌ و قَمَرُ
لَوْ كُنْت تَدْرِي سِرّ الشُّعُور فِي دَاخِلِيّ 
لحلقت بمرسال الْقبول كَالْحَمَّام الزَّاجِلِ
و أَلْقَيْتَ عَلَى صَبْرِي هَمْسًا 
و نَصَرْتَ لَهْفتِي و اَسْكَتَ خِسًا 
آه لَوْ كُنْت تَدْرِي أَيُّ نَار . . . هِي نَار النَّوَى 
لَأَلْقَيْت قَلْبِك سباقا يُهَرْوِل فِي دُرُوب الْهَوَى 
و اَغَثْتَنِي . . . . و رَحَمْتَنِي . . . . و جِئْتنِي 
كَأَنَّك مَطَر يَنْزِلُ مِنْ السُّحُبِ و رَوَيْتَنِي 
عَلَى عَطَش السِّنِين تُخَلَّدُ آهاتي 
و أَنْتَ يَا وَجْه الْحَبّ . . . سِرّ فنائي و حَيَاتِي

و كَأَنَّمَا . . . 
مارِيا غَازِيّ 
الجَزَائِر 2020/04/30

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق