و كَأَنَّمَا . . .
بقلم الشاعرة ماريا غازي
و كَأَنَّمَا سَقَطْتَ مِنَ السُحُبْ
و كُنْتَ الْغَيْثَ الْجَمِيلَ الْمُرْتَقَبْ
و كَأَنَّمَا أَخَذَت الشِّتَاء الْبَارِد و الجَلِيدْ
و جِئْت بِالرُّبَيِّع بملامح و وَجْه جَدِيدْ
قَضَيْت بِهِ عَلَى لَيْل السُّكُونِ فِي لَيْلِي
و بَعْثَرَت ضغائم السَّهَر فَيَا وَيَلِي
يَا وَيْلِي مِنْ عَيْنَيْكَ و مَا فِيهِمَا
كَأَنَّمَا وَلَدَتْ فِي تَصَادَم مقلتيهما
أُنْثَى بِقَلْبٍ سَلِيمْ
و حُبٍّ وَ شَوْقٌ رَحِيمْ
و كَأَنَّمَا أَغْرَى جَبِينُك صَهْوَة انتظاراتي
فَهَمَتْ إلَيْك قِمَّة . . . أَصَابِعِي تَكْتُبُ انتصاراتي
مُعَلَّقَةٌ فِيهَا مِنْ الرِّثاء و الهِجَاءِ فِي وَجْهِ الزَّمَانْ
تَجُبُّ مَا قَبْلَك و تَكْفُر بِالَّذِي كَانْ
كَأَنَّمَا أَمْسحَ عَلَى وَجْهِ الرِّضَا إذَا لَمَسَتْك
آنِسَت الْمَجْهُولِ مِنْ أَيَّامِي لَحْظَة آنستك
كَأَنَّمَا لَسْت بَشَرًا و إنَّمَا قَدَرُ . . .
أعيشه بحتمية كَنَهَار أَعْقَبَه لَيْلٌ و قَمَرُ
لَوْ كُنْت تَدْرِي سِرّ الشُّعُور فِي دَاخِلِيّ
لحلقت بمرسال الْقبول كَالْحَمَّام الزَّاجِلِ
و أَلْقَيْتَ عَلَى صَبْرِي هَمْسًا
و نَصَرْتَ لَهْفتِي و اَسْكَتَ خِسًا
آه لَوْ كُنْت تَدْرِي أَيُّ نَار . . . هِي نَار النَّوَى
لَأَلْقَيْت قَلْبِك سباقا يُهَرْوِل فِي دُرُوب الْهَوَى
و اَغَثْتَنِي . . . . و رَحَمْتَنِي . . . . و جِئْتنِي
كَأَنَّك مَطَر يَنْزِلُ مِنْ السُّحُبِ و رَوَيْتَنِي
عَلَى عَطَش السِّنِين تُخَلَّدُ آهاتي
و أَنْتَ يَا وَجْه الْحَبّ . . . سِرّ فنائي و حَيَاتِي
و كَأَنَّمَا . . .
مارِيا غَازِيّ
الجَزَائِر 2020/04/30