السبت، 2 نوفمبر 2024

Hiamemaloha

ملاذ الظلال وصمت الكينونة للشاعر يونس كمال

 "ملاذ الظلال وصمتُ الكينونة"


منهمكٌ في تفاصيل الوجود الكبرى،

العالمُ لديَّ وهمٌ يختبئ في قبضة اللحظة،

غابةٌ بأكملها لا تُغري ناظري،

يكفيني ظلُّ شجرةٍ واحدةٍ تنام في حضن الليل،

حيث الفروع تُنصت لأنفاس الصمت،

وتوشوش الرياحُ بأسرار الغياب.


البابُ بقبضته الصلدة،

مدخلٌ إلى عقائدٍ قديمةٍ وقصصٍ متآكلة،

يحمل في عروقه آثار أصابعَ مضت،

كلها حاولت أن تُجتاز الحدّ الرتيب بين الداخل والخارج.

إنه ملاذي وحصني من صخب الحياة،

بابٌ يماثل شاهداً أخرسَ على تيه العابرين وحيرتهم.


النافذةُ مرآةٌ تُراقبُ العالم،

تحاصرها الأفكارُ في يقظةٍ أبدية،

تُربكني حدةُ رؤيتها،

كأنها عينٌ خفيةٌ تكشفُ سرائر النفس وأغوار الروح،

وفي الجهة المقابلة،

جدارٌ رماديٌّ يتحدى الظلالَ المتراقصة،

يمتدُّ كزمنٍ قديمٍ لا يكترثُ بفناء اللحظات،

وفي شقوقه الهشة، تتسللُ أزهارُ الصبر،

تقتاتُ على فتات الضوء المنسيِّ في زوايا الذاكرة.


الجاذبيةُ مجرد وهمٍ ينسجه العقل،

والتحليقُ حلمٌ خفيٌّ ما زال يقيمُ في طيات النفس،

كأن الروحَ تشتاق إلى نقطة البداية،

لتتبعثر بين سُحب الأفكار المعلّقة،

أو تنمو في رحم الصمت الذي يضمُّ جنين الحنين.


الوجود امتدادٌ شائكٌ إلى ما لا نهاية،

والفناء مرآةٌ مزدوجةٌ للوجوه المتعبة،

تُعيد تشكيل صورها في أفقٍ هشٍّ،

تأخذني بين مفترق الرؤى،

حيث يصبح العالم قشرةً هشةً 

تنتظرُ أول نفحةٍ من يقينٍ،

لتنكسر وتبوح بأسرار الخلق والمصير.

بقلمي يونس كمال المغرب

Hiamemaloha

About Hiamemaloha -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :