(إرحل)
بقلم الشاعر محمد طه عرجون
إرحل فما عدت من تجديك أعذار
وقد أتاك قبيل الغدر إنذار
فاستغفر الذنب هل ما زلت محتملا
لما جنيت وقد أوهتك أوزار
أما رأيت لما يوليك تبصرة
أم أنها عميت بالحب أنظار
تلك المليحة من قد رحت تودعها
طهر المشاعر قد زانته أشعار
وقد منحت لها ما لا يليق بها
وما عليك بما أنفقته عار
هي العواطف قد خانتك من يدها
في زيف رغبتها والسيف بتار
وهمت فيها ربيعا رحت تمطره
بما لديك فهل أحيته أمطار
قد رحت تفرح بالدينار أعطية
وقد تبدد بالدينار قنطار
فلا عليك بما قد رمت عاقبة
فديدن السبع لا تثنيه أخطار
لكن حذار لما للشكل من زخم
فلن يداوي لما في القلب عطار
واعلم بأنك ما قد خضت تجربة
إلا لتدرك أن الحب مضمار
فلا تكن بسباق فيه ذا عجل
إلا ومن رمته كالغيث مدرار
إلا وكنت كمن قد دق من يده
في نعشه عفويا منه مسمار
هي العواطف إن قادتك من شغف
جنت عليك وسيل النزف إعصار
وهل ستدرك للأوجاع ساعتها
وما لنحبك في الأشواق أنصار
فبعد يومك كن ما شئت منتبها
فلا تتيحك دون الموج أسوار
وإن تمكن منك الورد رائحة
فخل دونك ما تخفيه أسرار
ولا تغال على طيب الشذى ثمنا
إذا تيقنت لا توفيه أسعار
محمد طه عرجون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق