قصة قصيرة
بقلم الشاعرة هيام الملوحي
حنين
غادر البلاد تاركاً أسرته الصّغيرة، طلباً للقمة العيش، وقلبه ممزّقٌ بين السّفر أو البقاء . ذهب مسرعاً لم ينظر خلفه، حتى لا يرى دموع والديه . وصل لبلاد الأغراب ليعمل في مطعم يغسل الصّحون، ويمسح الأرض رغم حصوله على شهادة الهندسة المعمارية . في نهاية النّهار يذهب مرهقاً لينام على سريره، والدّموع على الخدود، والحنين يقطع الأحشاء ويدمي القلوب، ينام وهو يحلم بشجرة الّليمون في باحة الدّار، والياسمينة المتسلقة الجدار على وقعِ صياح الدّيكةِ وتغاريد الطّيور . يحلم بوالديه كم يتمنى لو يعود، ويقبل قدميهما ويطلب الرّضى والدّعاء. بقي عدّة سنوات، وعندما قرر العودة نشبت الحرب في بلاده، فانقطع التّواصل بينه وبين الأهل، وانشغل باله ليلاً ونهاراً، كيف السّبيل للاطمئنان . خفّت حدة المعارك عاد للبلاد لضيعته، ليجد المكان غير المكان، أين الدّار وأهل الدّار؟ أين الأهل ؟ أين الأحباب؟ أين دكّان أبي خليل ؟ والفرّان سعيد .. سأل ولم يجد الإجابة، الدّموع ذرفها أنهاراَ ..داره أصبحت خراباً، والأهل لا أثر لهم، شجرة الّليمون تحت التّراب والياسمينة ماتت . وقف طويلا على الأطلال ينادي من سيجيب النّداء.... ..
هيام الملوحي
بقلم الشاعرة هيام الملوحي
حنين
غادر البلاد تاركاً أسرته الصّغيرة، طلباً للقمة العيش، وقلبه ممزّقٌ بين السّفر أو البقاء . ذهب مسرعاً لم ينظر خلفه، حتى لا يرى دموع والديه . وصل لبلاد الأغراب ليعمل في مطعم يغسل الصّحون، ويمسح الأرض رغم حصوله على شهادة الهندسة المعمارية . في نهاية النّهار يذهب مرهقاً لينام على سريره، والدّموع على الخدود، والحنين يقطع الأحشاء ويدمي القلوب، ينام وهو يحلم بشجرة الّليمون في باحة الدّار، والياسمينة المتسلقة الجدار على وقعِ صياح الدّيكةِ وتغاريد الطّيور . يحلم بوالديه كم يتمنى لو يعود، ويقبل قدميهما ويطلب الرّضى والدّعاء. بقي عدّة سنوات، وعندما قرر العودة نشبت الحرب في بلاده، فانقطع التّواصل بينه وبين الأهل، وانشغل باله ليلاً ونهاراً، كيف السّبيل للاطمئنان . خفّت حدة المعارك عاد للبلاد لضيعته، ليجد المكان غير المكان، أين الدّار وأهل الدّار؟ أين الأهل ؟ أين الأحباب؟ أين دكّان أبي خليل ؟ والفرّان سعيد .. سأل ولم يجد الإجابة، الدّموع ذرفها أنهاراَ ..داره أصبحت خراباً، والأهل لا أثر لهم، شجرة الّليمون تحت التّراب والياسمينة ماتت . وقف طويلا على الأطلال ينادي من سيجيب النّداء.... ..
هيام الملوحي