الاثنين، 6 يوليو 2020

رحلة بين الخيال للشاعر عبد الرحمن جانم

رحلة بين الخيال ...

لـ عبد الرحمن جانم 

وأنا بمجلس مقيلي شاهدتني
متقدّمٌ سنّي مصاباً بالعما

ورأيتني أمضي وحيدا لم أجد
أحداً يساندني لكي أتقدّما

 فأمرّ بين شوارع المدن التي
فيها أسير لحاجتي فتُسَلَّمَا

وبشارعٍ ما كنتْ أألفه وقفـ
ـتُ مقيّدا ما بين يأسٍ أكظما 

 فوقفت محتاراً بحالي..فجأةً
عبقتْ بأنفي ريحة امرأةٍ هما

من ذكرياتي في الشباب فعلتها
وألفتُها أدمنت فيها مرغما

ما إن شممتُ العرف بادرني لها
عقلي تذكّرها أخيراً سلّما

فبدأتُ حين علمتها نظرت إليْ
أهذي وأأتي الذات كي أستفهما

في دور مجنونٍ بتمثيلي وضعـ
ـتُ الذاتِ واستهزأتُ كي لا تفهما

 قالت : علامكَ أيّها الكهل العجو
ز ترى إليَّ مبارزاً متجهّما ؟

هل ما فعلت تراه يكفيني وإلّا
ماتزال النفس فيك جهنّما ؟

فأجبتها : من أنتِ؟ أيضاً من أنا؟
 وكأنّني في شأنها لن أعلما

وبدأت أبحث عنّها متذكّراً
وكأنّما كان الخلاف مسلّما

وجعلتُ عقلي تائهاً وكأنّما
سبب الخلاف أثار كان محرّما 

من بعدما قد ظلّ يبحث برهةً
عنها بكلّ الذكريات لعلّما

فيها أصيب القولَ في نطق اسمها
متأكّداً منهُ لكي أتكلّما

فلعلّها سلوى هيام رجا ربا
بلقيس أروى شهرزاد وكلّما

راجعت ذكرى كلّ واحدةٍ بدى
لي طيف أفعالي رأيتُ جهنّما 

أوهمتها بالشيء هذا كي ترى
ما كان من سبب الخلاف وتعلما

ما إن وصلت لذكرها ناديت : يا
من بالطريق ألا تساعد من عمى؟!

قالت : أنا؟!  لا لن أساعد عاجزاً
أمسى وقد كان الخبيث المجرما 

فوقفتُ مكضوماً وقلبي محرقٌ
وبقيتُ في صمتي كأن لن أفهما 

همست بأذني : لستَ تذكرني؟! أنا
إحدى ضحاياك التي لم ترحما

فضحكتُ لحظتها بضحكة ساخرٍ
أردفتها بالقول : أهلاً يا سما

شيءٌ جميلٌ أن تظلّي تذكريـ
ـن لمن بقلبك كان يوماً مغرما

أولستِ من عشقتْ قصيدي قلتِ أنْـ
ـنِي في ربى الشعراء كنتُ الأعظما ؟!

أولستِ من قالتْ أنا محبوبها؟!
أولستِ من قد كنتُ منها ملهما؟!

أولستِ من جاءتْ إليْ بوردها
وزهورها والعطر لي كي تكرما؟!

أولستِ من قالتْ : أحبّكَ يا هوى
روحي..،وقلبكِ بالغرام استقدما؟!

أولستِ من قالتْ :حبيبي ضمّني
واجعلْ فؤادي بالمحبّة منعما؟!

أولستِ من قالتْ : أريدكَ منيتي
عشقي..، وقلبكِ بالمحبّة أقسما 

ألّا يفارقني مدى عمري ولن
تدعي فؤادي بالهوى أن يهزما؟!

أولستِ من قالت : فؤادي مُؤْلَمٌ 
بالجرح فاقربْ كنْ لجرحي بلسما؟!! 

أولستِ مَنْ قلبي تملّكهُ لها
وأنا لها أصبحتُ درعاً مَحْرَمَا؟! 

هل كان هذا منك فعلاً حاصلاً؟! 
أم كنتُ في ما كان منك الموهما ؟! 

أولستِ مَنْ مِنْ بعد هذا غادرتْ
تركتْ فؤادي في الحنين مُؤَلَّمَا ؟!

هل تعلمين الآن ماذا صابني
من بعد هجرك؟! كلّ وقتي أظلما

هل تعلمين البعد أنهك حالتي
والشوق بالنيران قلبي  أضرما ؟! 

إنّي قُتِلْتُ وَصُرْتُ مقبوراً ولسـ
ـتُ بميّتٍ لكن فراقكِ أعدما

إلّم تكوني في عذابي تعلميـ
ـن لإثر بعدكِ فانظري فيّ العما

........يتبع

لـ عبد الرحمن جانم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق