الثلاثاء، 1 سبتمبر 2020

جعلتني رجلا لأول مرة للشاعر غسان إبراهيم

 بقلم الشاعر غسان إبراهيم

جعلتني رَجُلٌا لأَوَّلِ مَرَّةٍ 

لملمت أجزائى وَجَمَعْتهَا 

أغضبتني أضحكتني 

أُوقِدَت نِيرَان غيرتي الْمَرَّه 

 

مَا تُرِيدُهُ تَفْعَلُه بِي

حَارِسٌ عَلَى بَابِ قَلْبُهَا 

سَائِقٌ لدروب عُمْرِهَا 

حَجَر أَصَمّ تحرقه شَمَّسَهَا الْحُرَّه

 

أصعدتني جِبَال حَبُّهَا 

وَأودية عَشِقَهَا وظلام كَرِهَهَا 

وَنُورُهَا مَرَّه

 

جعلتني أُضْحوكَة لَعِبُه 

وَمَلَاك وَشَيْطَانٌ 

وَلَسْت مِنْ الْأَرْضِ مَرَّه

 

قَالَت عَنَي أَجْمَل الْأَقَاوِيل 

وشاعر الْمُلُوك وَالسَّلَاطِين 

وَخَائِن وصعلوك مَرَّه

 

جننتنى أرعبتنى 

قذفتنى فِى الْجَحِيم 

وَفِى جناتها مَرَّه

 

أحبتتها وَنَسِيَتْهَا 

وَكَرِهَتْهَا وتذكرتها مَرَّه

 

أبكتني حَتَّى سُمِعَ الْبُكَاءَ صوتى 

أغضبتني حَتَّى مَزَّقَت وَدَى 

وَنَسِيَتْهَا حَتَّى كلمتني مَرَّه

 

أدخلتني حُرُوبٌ عَشِقَهَا 

أُهَرْوِل عَلَى سرابها 

وألملم أطيافها 

وأكوى جراحي مِنْ حُبِّهَا 

وَانْتَصَر مَرَّه 

 

جُعِلَت مِنًي عَالِمٌ فَلَك 

أرص النُّجُوم مَع السَّحْب 

وَالْعَبّ بِى الشَّمْس 

وَأَقْبَل الْقَمَر مَرَّه

 

جعلتني أُرَتِّب تَقْوِيم السِّنِين 

أَحْسَب الْأَيَّام بالأحْزَان 

وَالشُّهُور بألالام 

وَالسِّنِين بالافراح وَالْعُمْر مَرَّه

 

جعلتني  مِلْكٌ عَلَى مُدَن الظَّلَام 

أقامر مِنْ أَجْلِهَا مُلُوك الْجَانّ 

وَمَا أَكْسَبَه لَهَا وَلَّي مَرَّه

 

جُعِلَت مِنًى شَاعِرٌ عَظِيمٌ 

اُكْتُب الْكَلَام بأرقام السِّنِين 

وَحُرُوف اللُّغَات ولغتي مَرَّه

 

أُوقِدَت الْعَدَّاء بَيْنِي وَبَيْنَ أَهْلِهَا 

أُحَارِب الدُّنْيَا لِأَجْلِهَا 

أُبْنَي لَهَا قَصَر وحدائق 

بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وأعوام السِّنِين مَرَّه

 

جعلتني أُكْرِهَ النَّاسُ كُلُّهَا 

وَأَحَبّ الشَّيَاطِينِ كُلِّهَا 

وَأُخَاصِم الْأَرْضَ وَمَنْ فِيهَا 

وَالْبِحَار مَرَّه 

 

أَمَّا أَنَا فَجَعَلْت مِنْهَا

 أَمِيرُة بين النِّسَاء 

دُرَّة تُنِير تَاج الْحَيَاء 

مِلَاك الرَّحْمَة وَنَسِيمِهَا 

وأيقونة لمن أراد خيره 


 

جُعِلَت مِنْهَا حُبّى الَّذِى لاَ أنْسَاه 

وقلبى تَسْكُن بَيْن سنياه 

وَقُصُور يَلَذّ الْعَيْش فِيهَا 

وسمائي وشمسي الحره

 

قَصِيدَة كَتَبْتُهَا أَتَمَنَّى تُعْجِبُكُم

بقلمی غسان ابراهيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق