( مات شوقا )
بقلم الشاعر محمد أبو الربيع
أعلمت أن الريـح تنثــر مـا بقـى
ولقــد تهــدم باللقــــاء الملتقـى
وبـأن روحـا قـد تصعــد راحهــا
وذوت دخــانا والفـــؤاد تمـــزقا
أفهـل بكيت ولــن تفيـدك دمعة
قد مات شوقا في غرامك وارتقى
إرحل بدمعك كالسراب اذا اشتكت
منـه العيـــون توهمت بالمستقى
يوم استبـاح الهجـر منك شغــافه
وصنعت من زيف الحقيقة رونقا
وهـو الــذي ناداك مثــل سحــابة
يا بحـــر ضنـا أن بحــــرك أزرقــا
ما ضـر بحـرك إن تركت شـراعه
وفـــــؤاد مـن يهـــواك فيـه تعلقا
وسقـــاك ينبوع الهـــوى وزلالــه
وطــواك ما بين الضـلوع وأشفقا
حتى كبـرت علـى ضفـــافه نبتة
وغـدوت غصنا بالجفـــاوة أورقا
كان الصبـاح إذا لقـــاك توهجت
أنوار ديجــور الظـــلام وأشـــرقا
ما إن تــرنم في دجـــاك نشيـده
رقص الهـلال على صـداه وحلقا
مـا لاح صبـح فـي الفلاة بغيــره
ما نــــاح طيـــر دونــه وتحــــرقا
يا من رميت بما أتــاك حـــديثه
وجهلت عشقا خلف أسوار الشقا
ونسجت من وهم الغرام قصيدة
خلت بأوزان الصبــــابة والنــــقا
ما كنت بيـن حــروفها إلا الــذي
مـا رق جفنك للحبيــب ولا رقــا
من يدعــي عشقا بغير صبـابة
تسقيه من حــر المدامــع فيلقا
تبت يــداه وكــذبت أشــــــواقه
وعلى عجــالة أمـــره قد أخفقا
محمد ابو الربيع 29-9-2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق