الأحد، 29 نوفمبر 2020

شدو العصافير للشاعر المفرجي الحسيني

 شَــــدوِ الــــعصافير

بقلم الشاعر المفرجي الحسيني

يهطل المطر ،غزو آت من خلف الغيوم ،كعلق يمتص الدم ،يعلن ابتهاجه في الازقة والجدران ،وحدكِ تقاومين باستقبال رذاذ المطر ،بيننا فناء زاهر

تنسل الايام بضوء ساطع ،مرسومة بالنجوم ،نحتفل ونحلم بأي شيء ،عالمنا الدموي يتفجر ،جوع راكد في أعيننا ،الثلوج تعانق بعضها

انتظري دما زلزالا ،ورقص السيوف ،الزقاق الذي جاع ،التوى على بعضه وعصر نفسه ،ترشحت قطرات الماء كدموع ،ناحت في سمائنا اليمام ،في سمائنا اشرقت عصافير الفرح ،ارتسم الحلم على شفاه البؤساء

صهلت الخيول البرية ،قريتي صلبوها بدون صليب ،استباحوا ازقتها

قتلوا عصافيرها واليمام ،داس مرجها الحذاء الثقيل ،ازهقت انفاس الورود ،غادرتها الخضرة ،انحنت جدران اكواخها ،سكنني الوهم

تحدثت بلغة الاشارات ،كوني كالرعد يفتش عن بيداء خلاء ،لنا رغبة عظيمة.. عصافير الاشجار تشدو في سمائنا ،القطط تموء في الازقة فرحا

توهجت الازهار البرية ،تبحث القرية عن ضوء الشمس ،من خلف جبلها

قوافل الاغنام تعبر باتجاه الشمس ،قريتنا والجبل والقمر ،اطفالها والبراءة متحدين ،مؤن القرية كثير ،عاشقة انت تعودين ،يغرد العشق على شفتيك

انت امرأة ،تهيمين حبا لكل الناس ،تحملين همومك وزمن القرية الحاضر

تقاومين البؤس ،في اكوام الانقاض والنفايات ،تمارسين الموت ،قليلا من

الليل تفتحين دفاتر الطفولة ،تشاهدين الجدران الحزينة ،الزوايا والادراج

تشاركين في البؤس والفرح ،اشعر بقاعك المحشي ،في ساعاتي المبكرة من الليل ،في ازقة قريتنا الموت ،يمرح ويركض ،ممزوج بغضب ،الفقر له طعم خاص ،كطعم الارتواء ،بدئنا بالصراخ ،صدورنا مملوءة بالعويل

نفتحها تقفز في وجوهنا الهموم ،تغريده اوسع من العالم ،يا من تتجه الى الموت ،لا تحاول اخفاء الدموع والاسرار ،تدرك انك تنفجر ،واضح بمقلتيك ،صامت كالرعب ،تذكر اطفال القرية والأرغفة ،خبزنا الدموية

سار بخطا ثابتة نحو همومك...

**********

المفرجي الحسيني

شَدوِ العصافير

العراق/بغداد

29/11/2020


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق