الخميس، 28 يناير 2021

حيرة الحروف للشاعر د. محمد الإدريسي

 حيرَةُ الحُروف

بقلم الشاعر د.محمد الإدريسي

عاشِقُ العِشْقِ أعْشَقُهُ

مُحِبُّ الحُبِّ أُحِبُّهُ

نَسيمُ الصَّباحِ زُهورُهُ

رِضا الخَلْقِ لَنْ يُدْرِكَهُ

إذا سَبَقَ العَقْلُ زَمانَهُ

كَيْفَ النّاسُ يَفْهَمُهُ؟


جَميلَةٌ أنْتِ بِجانِبي

شَمْعَةٌ تُضيءُ قَلْبي

أحْلامٌ عَلى ظَهْر قَلَمي

يُسَطِّرُها على أوْراقي

غَيَّرَتْ لَوْنَها أوْجاعي

و إنْ لَم تَكُنْ غايَتي

 و إنِ الحَظُّ يَتَجاهِلُني

مِنْ أزْمَةٍ عاطِفِيةٍ يُعاني

 كَتَبْتُ قُلْتُ أَعْذِريني

الَّذي يُبْكيكِ يُبْكيني

إنِ اِعْتَلى حُبُّكِ جَبِيني

 عِشْقٌ يا طِفْلتي و يَقيني

نَظْرَةٌ اِبْتِسامَةٌ مِنْكِ تَكْفيني

 ألِعابِرِ الدَّهْرِ الضّائعِ أَشْتَكي

أوْقَفْتُهُ لَعَلَّهُ يَؤْنِسُ نَفْسي


اللَّيلُ يَرْقُصُ على وَحْدَتي

يَسْرِقُ القَمَرَ و سَعادتي

تَرْويها نُجومٌ يا صاحِبي

لَمْ يَتَطَلَّعْ إلى جَوابي


تُعَوِّضينَني حُزْناً فات

تُبَشِّرينَني بِحُبٍّ آت

كَمْ مِنَ الزّمَنِ اِنْتَظَرت

بِوُجودِه اِشْتِياقي أَرْوَيْت

نَسائِمُ الهَوى اِنْتَشَرَت

مَنْ على البُعْدِ وُجِدَت

أهْديها كَلِماتٌ لَيْسَتْ

 كَكُلِّ تِلْكَ الكَلِمات

نَظَراتُ حَنينٍ لَيْسَتْ 

كَكُلِّ تِلْكَ النَّظَرات

الأقْلامُ عَنْها كَتَبَت

لَوْلا أنْتِ ما تَحَمَّلْت 

كُلَّ تِلْكَ الصَّدَمات

الحُبُّ الطَّاهِرُ ما فات

يَزْدادُ مَعَ كُلِّ السَّعات

على الوُجوه العَلامات

تَشهَدُ عَلَيْهِ الوامِضات

تَرى الحُروفَ الحائِرات

تَبْكي على الذِّكْرَيات

على أطْلال المَسَرّات 


خَيَّمَ الظَّلامُ بَعْدَ رَحيلِها

حَزَنَ القَمَرُ على فِراقِها

أصابَني سَهْمٌ كما أصابَها

خَرَقَ فُؤادي رُمْحُ أشْواقِها

اِجْتاحَتْني لَوَعَات عِشْقِها

مَنْ قالَ إنَّني يَوماً أهْواها

مَنْ قالَ يَوماً أكونُ فَتاها

نَطَقَ القَلَمُ فَشِعْراً كَتَبَها

في الغَرام لَمْ أتَّخِد سِواها


أغارُ على فَتاتي مِنَ الماء

فَهِي حورِيَةٌ بَينَ كُلِّ النِّساء

 كَفَّارَةٌ عَنْ ذنْبِ الأخْطاء

مَمْلَكَةُ الحُبِّ مَعَ الأُمَراء

نورُ العِشْقِ يَغْمُرُني الضِّياء

جَرِّبُوا العِشْقَ قَبْلَ الفَناء

مَنْ لا يُجَرِّبُهُ فاتَه الاِحْجاء 

فاتَتْهُ فَرْحَةُ مَوْكِبِ السُّعداء

طنجة 19/01/2021

د. محمد الإدريسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق