حتى انقضاء العمر
بقلم الدكتور أحمد جاد
حَتَّى انْقِضَاْءِ الْعُمْرِ أَنْتِ حَبِيْبَتِىْ
مَهْمَاْ تَبَاْعَدَتِ الدُّرُوْبُ سَنَلْتَقِيْ
لِنَعُوْدَ نُكْمِلَ دَرْبَ حُبٍّ وَارِفٍ
خَيْرُ الْلُّقَاْ مَاْ كَاْنَ بَعْدَ تَفَرُّقِ
دَرْبٌ بِهِ كَاْنَ الْغَرَاْمُ رَفِيْقَنَاْ
وَالطَّيْرُ بَيْنَ مُغَرِّدٍ وَمُصَفِّقِ
وَالزَّهْرُ يَرْقُصُ إِنْ دَرَىْ بِمَجِيْئِنَاْ
وَالرِّيْحُ بَيْنَ مُصَاْفِحٍ وَمُحَدِّقِ
وَنَعُوْدُ نَشْدُوْ لِلْهَوَىْ وَجَمَاْلِهِ
وَالْلَّحْنُ أَنْتِ لِشَدْوِنَاْ فَتَدَفَّقِيْ
مَاْ مِثْلُ دَرْبِ غَرَاْمِنَاْ دَرْبٌ سِوَىْ
دَرْبٍ بِجَنَّاْتِ الْخُلُوْدِ مُنَمَّقِ
مَاْ غَاْبَ ذِكْرُكِ عَنْ فُؤَاْدِيْ بُرْهَةً
فَإِذَاْ عَصَفْتِ بِخَاْفِقيْ فَتَرْفَّقِيْ
يَفْدِيْ هَوَاْكِ بِنَبْضِهِ كَيْ تَسْعَدِيْ
يَهْوِيْ بِهِ نَحْوَ الْمَغِيْبِ لِتُشْـرِقِيْ
كَمْ مِنْ قُلُوْبٍ مُزِّقَتْ بِصَفِيِّهَاْ
لَكِنَّهَا عَنْ حُبِّهَا لَمْ تُفْرَقِ
يَغْتَاْلُنِيْ شَوْقِيْ إِلَيْكِ بَلَاْ مَدَىْ
فَغَدَوْتُ رَسْماً مِنْ فُضُوْلِ تَحَرُّقِيْ
أَوَكُلَّمَاْ أَزْمَعْتُ نَأْياً رَدَّنِيْ
وَلَعِيْ بِكُمْ وَتَلَهُّفِيْ وَتَعَلُّقِيْ ؟!
كَمْ ذَا مَدَدْتُ يَدِيْ لِأَخْطَفَ نَجْمَتِيْ
فَأُرَدُّ بَيْنَ مُغَرِّبٍ وَمُشَـرِّقِ !!
مَاْ عَاْدَ لِلْقَلْبِ الْجَرِيْحِ وَسِيْلَةٌ
مَزَّقْتِهِ بِالْنَّأْيِ كُلَّ مُمَزَّقِ
تَغْتَاْلُهُ نَاْرُ الْفِرَاْقِ كَرِيْمَةً
مَاْ بَيْنَ لَفْحِ تَشَوُّفٍ وَتَشَوُّقِ
لَاْ شَيْءَ أَظْلَمُ مِنْ عُقُوْقِ مُتَيَّمٍ
ظَمْآنُ يَرْمُقُ مَنْ يُحِبُّ لِيَسْتَقِيْ
وَحَبِيْبُهُ يَأْبَىْ عَلَيْهِ تَلَاْقِياً
وَيَقُوْلُ وَيْحَكَ مِنْ عُيُوْنِ الْحُدَّقِ
مَا كَانَ قَلْبِيْ غَيْرَ نَبْضِ صَبَابَةٍ
لَكِنَّ قَلْبَكِ مُرْغَماً لَمْ يُشْفِقِ
يَأْبَىْ عَلَيْهِ تَعَلُّقاً وَتَمَسُّكاً
لَمْ يَرْعَ يَوْماً وُدَّهُ أَوْ يَرْفُقِ
صَدَقَ الْجَمَاْلُ بِكُلِّ رَسْمٍ عِنْدَهُ
لَكِنَّهُ بِوُعُوْدِهِ لَمْ يَصْدُقِ
قِيْلَ الْمُحَاْلُ مَعَ التَّصَاْبُرِ مُمْكِنٌ
إِلَّاْ وِصَاْلَكِ لَمْ يَكُنْ بِمُحَقَّقِ
قَاْلَتْ ظَنَنْتَ الدَّهْرَ يَجْمَعُ بَيْنَنَاْ؟
مَا ذَاكَ إِلَّا مَنْ خَيَالٍ مُطْبِقِ
فَإِلَىْ مَتَىْ تِلْكَ الظُّنُوْنُ تَقُوْدُنَاْ
أَوَمَا رَأَيْتَ الْشَّيْبِ حَلَّ بِمِفْرَقِيْ ؟!
قُلْتُ الَّذِيْ خَلَقَ الْقُلُوْبَ وَحُبِّهَاْ
أَتُرَاْهُ يَأْبَىْ جَمْعَهَاْ أَوْ يَنْتَقِيْ
إِنْ لَمْ يَكُنْ فِى الْعُمْرِ غَيْرُ سُوَيْعَةٍ
لَظَلَلْتُ أَحْلُمُ أَنْ أَضُمَّكِ مَاْ بَقِيْ
حَتَّى انْقِضَاْءِ الْعُمْرِ أَنْتِ حَبِيْبَتِىْ
مَهْمَاْ تَبَاْعَدَتِ الدُّرُوْبُ سَنَلْتَقِيْ
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق