السبت، 20 فبراير 2021

حتى انقضاء العمر للدكتور أحمد جاد

 حتى انقضاء العمر   

بقلم الدكتور أحمد جاد         

 

حَتَّى انْقِضَاْءِ الْعُمْرِ أَنْتِ حَبِيْبَتِىْ

 

مَهْمَاْ تَبَاْعَدَتِ الدُّرُوْبُ سَنَلْتَقِيْ

  

لِنَعُوْدَ نُكْمِلَ دَرْبَ حُبٍّ وَارِفٍ 

 

خَيْرُ الْلُّقَاْ مَاْ كَاْنَ بَعْدَ تَفَرُّقِ

  

دَرْبٌ بِهِ كَاْنَ الْغَرَاْمُ رَفِيْقَنَاْ

 

وَالطَّيْرُ بَيْنَ مُغَرِّدٍ وَمُصَفِّقِ

  

وَالزَّهْرُ يَرْقُصُ إِنْ دَرَىْ بِمَجِيْئِنَاْ

 

وَالرِّيْحُ بَيْنَ مُصَاْفِحٍ وَمُحَدِّقِ

  

وَنَعُوْدُ نَشْدُوْ لِلْهَوَىْ وَجَمَاْلِهِ

 

وَالْلَّحْنُ أَنْتِ لِشَدْوِنَاْ فَتَدَفَّقِيْ

  

مَاْ مِثْلُ دَرْبِ غَرَاْمِنَاْ دَرْبٌ سِوَىْ

 

دَرْبٍ بِجَنَّاْتِ الْخُلُوْدِ مُنَمَّقِ

  

مَاْ غَاْبَ ذِكْرُكِ عَنْ فُؤَاْدِيْ بُرْهَةً

 

فَإِذَاْ عَصَفْتِ بِخَاْفِقيْ فَتَرْفَّقِيْ

  

يَفْدِيْ هَوَاْكِ بِنَبْضِهِ كَيْ تَسْعَدِيْ

 

يَهْوِيْ بِهِ نَحْوَ الْمَغِيْبِ لِتُشْـرِقِيْ

  

كَمْ مِنْ قُلُوْبٍ مُزِّقَتْ بِصَفِيِّهَاْ


 لَكِنَّهَا عَنْ حُبِّهَا لَمْ تُفْرَقِ


يَغْتَاْلُنِيْ شَوْقِيْ إِلَيْكِ بَلَاْ مَدَىْ

 

فَغَدَوْتُ رَسْماً مِنْ فُضُوْلِ تَحَرُّقِيْ

  

أَوَكُلَّمَاْ أَزْمَعْتُ نَأْياً رَدَّنِيْ 

 

وَلَعِيْ بِكُمْ وَتَلَهُّفِيْ وَتَعَلُّقِيْ ؟!

  

كَمْ ذَا مَدَدْتُ يَدِيْ لِأَخْطَفَ نَجْمَتِيْ

 

 فَأُرَدُّ بَيْنَ مُغَرِّبٍ وَمُشَـرِّقِ !!

  

مَاْ عَاْدَ لِلْقَلْبِ الْجَرِيْحِ وَسِيْلَةٌ


مَزَّقْتِهِ بِالْنَّأْيِ كُلَّ مُمَزَّقِ


تَغْتَاْلُهُ نَاْرُ الْفِرَاْقِ كَرِيْمَةً

 

مَاْ بَيْنَ لَفْحِ تَشَوُّفٍ وَتَشَوُّقِ


لَاْ شَيْءَ أَظْلَمُ مِنْ عُقُوْقِ مُتَيَّمٍ

 

ظَمْآنُ يَرْمُقُ مَنْ يُحِبُّ لِيَسْتَقِيْ


وَحَبِيْبُهُ يَأْبَىْ عَلَيْهِ تَلَاْقِياً


وَيَقُوْلُ وَيْحَكَ مِنْ عُيُوْنِ الْحُدَّقِ


مَا كَانَ قَلْبِيْ غَيْرَ نَبْضِ صَبَابَةٍ

 

لَكِنَّ قَلْبَكِ مُرْغَماً لَمْ يُشْفِقِ


يَأْبَىْ عَلَيْهِ تَعَلُّقاً وَتَمَسُّكاً

 

لَمْ يَرْعَ يَوْماً وُدَّهُ أَوْ يَرْفُقِ


صَدَقَ الْجَمَاْلُ بِكُلِّ رَسْمٍ عِنْدَهُ 


لَكِنَّهُ بِوُعُوْدِهِ لَمْ يَصْدُقِ


قِيْلَ الْمُحَاْلُ مَعَ التَّصَاْبُرِ مُمْكِنٌ 


إِلَّاْ وِصَاْلَكِ لَمْ يَكُنْ بِمُحَقَّقِ


قَاْلَتْ ظَنَنْتَ الدَّهْرَ يَجْمَعُ بَيْنَنَاْ؟


مَا ذَاكَ إِلَّا مَنْ خَيَالٍ مُطْبِقِ


فَإِلَىْ مَتَىْ تِلْكَ الظُّنُوْنُ تَقُوْدُنَاْ

 

أَوَمَا رَأَيْتَ الْشَّيْبِ حَلَّ بِمِفْرَقِيْ ؟!


قُلْتُ الَّذِيْ خَلَقَ الْقُلُوْبَ وَحُبِّهَاْ

 

أَتُرَاْهُ يَأْبَىْ جَمْعَهَاْ أَوْ يَنْتَقِيْ


إِنْ لَمْ يَكُنْ فِى الْعُمْرِ غَيْرُ سُوَيْعَةٍ


لَظَلَلْتُ أَحْلُمُ أَنْ  أَضُمَّكِ مَاْ بَقِيْ


حَتَّى انْقِضَاْءِ الْعُمْرِ أَنْتِ حَبِيْبَتِىْ

 

مَهْمَاْ تَبَاْعَدَتِ الدُّرُوْبُ سَنَلْتَقِيْ

  

***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق