الخميس، 4 مارس 2021

حريتي للشاعر أسامه مصاروه

 حريّتي

بقلم د. أسامه مصاروه

حُرِّيتي استعدتُها استرجُعْتها

عادتْ أخيرًا بعدَ أنْ ضيَّعتُها

لمْ أدرِ منْ جهْلي بأنّي حينَها

في جُحْرِ صلٍّ كاذبٍ أودعْتُها


وكيفَ أدري في وجودٍ مبْهمِ

في الحُبِّ غدرٌ مثل بحرٍ مظلمِ

كَمِ انْتظرتُ الحظَّ كمْ رجوْتُهُ

أنْ يُسعِدَ القلبَ بحبٍّ مُلْهمِ


كمْ كنتُ محتاجًا لحبٍّ جامحِ

حبٍّ عظيمٍ صادقٍ وواضِحِ

حبٍّ بلا قهْرٍ لقلبي المُغرَمِ

حبٍّ بلا لؤمٍ وقولٍ جارحِ


إنّي لأدري في الهوى وصلٌ ولا

بُعدٌ وصدٌّ وحبيبٌ يُبْتلى

ما الحبُّ دونَ الوصلِ إلّا زائلٌ

لا يدْرِكُ الحبَّ غريبٌ قدْ سلا


صنتُ الهوى في كلِّ ما يعني الهوى

ما كانَ قلبي كاذِبًا فيما روى

الصِدقُ كلُّ الصدقِ فيما قالَهُ

ما ضلَّ يومًا واحدًا وما غوى


يا ويحَ قلبي ما الّذي يجري لَنا

بل ما الّذي يجري لكمْ يا أهلَنا

أينَ السلامُ والأمانُ يا أخي

بالّله قلْ لي هلْ نسينا أصلنا


كُنا كرامًا في زمانٍ قدْ مضى

كيفَ انتهى يا حسرتي كيفَ انقضى

عهدُ تفاخرْنا بهِ ولم نزلْ

لكنّنا في عهدِنا نحيا سُدى  


وأنتِ يا من جئتني كالصاعقهْ

يا مَنْ أتيتِ القلبَ ليلًا طارِقهْ

هلْ جِئْتِني واخترْتِني دونَ الورى

حتى أعاني من سهامٍ حارقهْ


يا ليتَ شِعري ما الذي تبغينَهُ

أيُّ هوىً هذا الذي تُبْدينَهُ

قدْ ذابَ قلبي لوعةً وحُرْقةً

فقط بِوصلٍ رُبّما تشفينَهُ


معْ أنّني أصبحْتُ لا أشكو النوى

ولا أقاسي من تباريحَ الجوى

مع أنَّ لي عادتْ أخيرًا سلوَتي

لا عيشَ لي إلّا إذا كُنا سوى


لِمَ الغُرورُ بلْ لِمَ المكابرهْ

والروحُ ما عادتْ بحقٍّ صابرهْ

هذا النوى يا قلبُ فعلًا مرهِقٌ

بادرْ إذًا لا عيبَ في المبادرهْ

د. أسامه مصاروه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق