■□■ دَعِينِي ! ..
بقلمي : الشاعر علي سعيد بوزميطة
( تونس )
دعيني أُردّد.في الجهر لحنًا
تغنّى به سادة القوم
في عصر ما قبل يوم المخاض !
دعيني أعيش بإشعاع نَجْمٍ
تسامر في نوره النّاس ليلا
وغنّوأ المواويل تحت السّحاب
وفوق الرّوابي
على مرأى كل شيوخ القبائل ..
دعيني أذوب
كموجٍ تكسّر لمّا أراد عناق الصّخور ،
تحطّم يحتجّ في لوعة
عندما داهمته رياحٌ
على سطح بحر عميق يمور .
دعيني .. دعيني !
فصدري يضيق لهجر الرفيق ،
وما يوقف جريان الدّم في العروق .
دعيني !..
دعي عنكِ ما تحلمين به من حياة جميلة !
دعيني ، فقلبي بما يحتويه
يعيش الأسى مُثْقَلًا وعليلا !
دعيني ! ..
فإنّ ليالي الشّتأ داجيات
وأيّامه مُقْفِرة .
وأحلام طير الفلاة
تموت رُوَيْدًا رويدا
وتنتشرُ في دُجى المقبرة ،
وآمال صِبْيَةِ كلّ المدائن
تُسْرَقُ .. تُهْدَرُ .. تودَعُ في نَفَقٍ
تحت أنقاض دَيْجُورِ هذا الزمان التّعيش،
وتلتحف البسمة في عيون الصغار
بحزن براءة كل رضيع
يجيء إلى الدنيا رغمًا عليه
ويبقى بدون أنيس .
دعيني !
فكم حذَّرَتْكِ لقاءاتنا من صنيع الوشاية.
دعيني !
فَإنً عيون الليالي تًحَفِّرُ إسْفَْلتَ كل الثّنايا ،
وتزرع كلّ الحقول رزايا ،
وتقطفُ زهرًا
تُعَلِّقُهُ في الصُّدُور الصّبايا .
بقلمي : الشاعر علي سعيد بوزميطة
( تونس )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق