الثلاثاء، 8 يونيو 2021

بيتي في عمان للشاعر أبو نديم الشريف

 بيتيَ في عمّان

بقلم الشاعر أبو نديم الشريف

كان لي بيتٌ في عمّان

في شارعٍ منسي 

في حارةٍ يسودها الوئام والحنان

جارٌ لنا في الشرق من بيروت في لبنان

وآخرٌ من الجليل 

وثالثُ من بيسان

يطلُّ بيتيَ بإتجاهِ الغربِ

على بحرٍ جميل 

وأجملِ الشطآن

كان لنا في الجانب القبلي

من عربٍ أخوان

من مكةَ المكرمة 

من جدةٍ من نجد 

من الظهران

كان لنا جيران 

يطلُّ منزلي في الشرق 

على دجلةَ في العراق

على بغداد والكوفة  في بلاد الرافدين

يلتقي النهران

وها هم الجيران 

وفي الشمال من منزلنا 

هناك ربوتان

في جبل العُرب الأشمِّ 

في حوران

وفي دمشقَ فيحاءَ الجنوب

في الغوطةٍ الغنّاء 

في بلودان 

لنا في كلِّ عاصمةٍ 

نزهو بها 

خلان 

فجاء من يطردنا

من بيتنا من حينا من جذورنا

ويرسمُ الخرائطَ الجديدةَ في بلادنا

ليرفعَ الأسوار والجدران

أصبحت في الصحراء

في بيتٍ بلا سقفٍ

بلا عمدان

تقاذفتنا الريحُ في بلدٍ

يموج بالذل وبالهوان 

ألاجئٌ أنا؟

من بعد عزٍّ أسكن الخيامَ

وأهجر الاوطان 

لا بيت يأويني

لا ظل يحميني 

من لفحة النيران

أطوف كلّ ساعة 

كعقربِ الدقائقِ

من بلدٍ لبلدٍ 

يسيد فيه العُجْم والعُربان 

وأصيح أينَ العدلَ 

هل غادرنا مع عمرٍ 

وكُسِرَ الميزان 

يا ربِّ هل من عودةٍ 

للأهل والخلّان 

بيتي تهب فيه الريح 

وتصفر الجدران 

ما زال اسمي قابعاَ

في لوحة العنوان

بيتي في عمّان 

لكن قلبي 

في مهب الريح 

يطلب الاوطان

-------------

أبو نديم الشريف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق