الأربعاء، 20 أكتوبر 2021

رثاء صديق للشاعر د. عبدو عبد الرزاق أبو العلا

 #رثائي في الصديق عبد الحليم الصديق

بقلم د. عبدو عبد الرزاق أبو العلا

رحَلَ الصديقُ الأخُ  لـيلـةَ بـارحٍ----فـاغـتـمَّ قـلـبي والـفـؤادُ بسـابـحِ

في بحرِ يغـشاه الظـلامُ مُـلاطِـمٍ----كيف النجاةَ من الزمانِ الجارحِ

هـذا لأنَّـه كـانَ لـي طـوقًـا يـقـي----مـن لـطـمِ مَـوجٍ غادرٍ مُـتَـنَـازح

هـلا مضيتَ مودِّعًـا هذي الـدُّنـا----وتركـتَ ولـدًا والـبـنـاتَ لـذابـحِ

نـعـمٌ فِـراقِــكَ ذابــحٌ روحَ الَّـذي----يبـقى خلافَـكَ نـاضِحًـا بنواضِحِ

وتركتَ أصحـابًـا وإنِّي لـمـنـهـمُ----كـنَّـا بحـاجـةِ نصحِكَ المتسافِـحِ

ونَقُـصُّ عنـكَ مـنـاقِـبًـا إذ نقـتفي----أثـرًا لِـمـا نَـلـقـاه مِـنْـكَ كـرابـحِ 

كـنَّـا نَـعُـدُّكَ فـيـنـا قـلـبًـا نـابِضًـا----حـيًّـا أبـيًّـا مُـخـلَصًـا مـن قـابِـحِ 

حُلـوُ اللسانِ صَدُوقُ قـولٍ مـاتـعٍ----فـأحـبَّـكِ الأقـوامُ لسـتَ بِـمـازِحِ

مع أن وجهَـكَ ما خلا من بسمـةٍ----فـيـهـا جـمــالٌ وافــرٌ بِـسَـبَـائـحِ

كـم مـن بـلاءٍ خـضتَــه ورأيـتُـكَ----صلـبًـا نـقـيًّـا صابِـرًا بـجـوارحِ

وتقـولُ كم من مبتلٍ رفـعَ الرِّضا----لـلـهِ قـبـلـي بـاخـتـلافِ مَـوانِـحِ

وتـجُـرُّ جَـرًّا لـلـذهـابِ لـمـسجدٍ----فـيـه الصلاةُ تُـقـامُ وقتَ مَـفَـاتِـحِ

كـم يسـتحي نـفـرٌ رأوكَ بـهـمـةٍ----عـلـيـت جـبـالًا بـاختبـارٍ واضِحِ

لـمَّـا تقاسمـنا الحديثَ تـسـامُـرًا----وذكرنـا أنـواعَ الـبـلاءِ الـسَّـابِـحِ

سرعانَ ماقـلتَ البلاءَ ! مهمهمًا----أيـن الـبـلاءِ مـن الـبـلاءِ الماسحِ

نـعـمُ الإلـهِ كـثـيـرةٌ فـي مُـجمـلٍ---فارضَوْا بذي الآلاءِ قولَ الناصِحِ

فـرفـعـتَ هِـمَّـتَـنـا بِـقـولِ رأيتـه----قَـولَ المحـبِ الصادقِ المتسامحِ

ورعـيـتَ فـيـنـا عِشرةً كمراقبٍ----يهدي الصلاحَ فلستَ فينـا برائحِ 

فانظرْ لمن ربَّيتَ خلفكَ وارتقي----درجَ العُـلا وقـتَ الْـلِـقـاءِ الْـلَافِحِ

أسـمـاءُ بنتُـكَ والسُّهيـرُ وهاجرُ----بـل أحمـدٌ والأهـلُ نـبـعُ مُـصابِحِ

لـم يَـحـزنـوا للمـوتِ ذاتِـه بينما----حزنوا فِـراقًـا بـاتَ مِـثْـلَ قـرائحِ 

فرأيتُ منهـم صبـرَ أيُّـوبٍ فـمـا----نطـقـوا بـلـفـظـةِ عـائـبٍ كنـوائحِ

واستَرجَعـوا لـلـهِ قـولـةَ حـامـدٍ----وأزادوا شـكـرًا لـلإلـــهِ الـمـانِـحِ

فتركتَ فيهـم مـا نـراه غنـائـمًـا----خـيـرَ المـواريثِ التي مـن نـافِـحِ

أعطاكَ ربِّي بالـلحـودِ نـعـائـمًـا----لـتـرَ الجنـانَ كمـا يُـعَــدُّ لـنـاجـحِ 

واجمعنا بالفردوسِ ياربَّ الدُّنـا----مـن غـيـرِ ذنــبٍ لازمٍ لـطــوارحِ

فسلامُ ربِّـي يا صديقي عليـكـمُ----من قلبِ مُـدنَـفِ صَابـرٍ مُتَصَارحِ

-

بقلم د عبده عبد الرازق أبو العلا

2021/10/16

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق