#رثائي في الصديق عبد الحليم الصديق
بقلم د. عبدو عبد الرزاق أبو العلا
رحَلَ الصديقُ الأخُ لـيلـةَ بـارحٍ----فـاغـتـمَّ قـلـبي والـفـؤادُ بسـابـحِ
في بحرِ يغـشاه الظـلامُ مُـلاطِـمٍ----كيف النجاةَ من الزمانِ الجارحِ
هـذا لأنَّـه كـانَ لـي طـوقًـا يـقـي----مـن لـطـمِ مَـوجٍ غادرٍ مُـتَـنَـازح
هـلا مضيتَ مودِّعًـا هذي الـدُّنـا----وتركـتَ ولـدًا والـبـنـاتَ لـذابـحِ
نـعـمٌ فِـراقِــكَ ذابــحٌ روحَ الَّـذي----يبـقى خلافَـكَ نـاضِحًـا بنواضِحِ
وتركتَ أصحـابًـا وإنِّي لـمـنـهـمُ----كـنَّـا بحـاجـةِ نصحِكَ المتسافِـحِ
ونَقُـصُّ عنـكَ مـنـاقِـبًـا إذ نقـتفي----أثـرًا لِـمـا نَـلـقـاه مِـنْـكَ كـرابـحِ
كـنَّـا نَـعُـدُّكَ فـيـنـا قـلـبًـا نـابِضًـا----حـيًّـا أبـيًّـا مُـخـلَصًـا مـن قـابِـحِ
حُلـوُ اللسانِ صَدُوقُ قـولٍ مـاتـعٍ----فـأحـبَّـكِ الأقـوامُ لسـتَ بِـمـازِحِ
مع أن وجهَـكَ ما خلا من بسمـةٍ----فـيـهـا جـمــالٌ وافــرٌ بِـسَـبَـائـحِ
كـم مـن بـلاءٍ خـضتَــه ورأيـتُـكَ----صلـبًـا نـقـيًّـا صابِـرًا بـجـوارحِ
وتقـولُ كم من مبتلٍ رفـعَ الرِّضا----لـلـهِ قـبـلـي بـاخـتـلافِ مَـوانِـحِ
وتـجُـرُّ جَـرًّا لـلـذهـابِ لـمـسجدٍ----فـيـه الصلاةُ تُـقـامُ وقتَ مَـفَـاتِـحِ
كـم يسـتحي نـفـرٌ رأوكَ بـهـمـةٍ----عـلـيـت جـبـالًا بـاختبـارٍ واضِحِ
لـمَّـا تقاسمـنا الحديثَ تـسـامُـرًا----وذكرنـا أنـواعَ الـبـلاءِ الـسَّـابِـحِ
سرعانَ ماقـلتَ البلاءَ ! مهمهمًا----أيـن الـبـلاءِ مـن الـبـلاءِ الماسحِ
نـعـمُ الإلـهِ كـثـيـرةٌ فـي مُـجمـلٍ---فارضَوْا بذي الآلاءِ قولَ الناصِحِ
فـرفـعـتَ هِـمَّـتَـنـا بِـقـولِ رأيتـه----قَـولَ المحـبِ الصادقِ المتسامحِ
ورعـيـتَ فـيـنـا عِشرةً كمراقبٍ----يهدي الصلاحَ فلستَ فينـا برائحِ
فانظرْ لمن ربَّيتَ خلفكَ وارتقي----درجَ العُـلا وقـتَ الْـلِـقـاءِ الْـلَافِحِ
أسـمـاءُ بنتُـكَ والسُّهيـرُ وهاجرُ----بـل أحمـدٌ والأهـلُ نـبـعُ مُـصابِحِ
لـم يَـحـزنـوا للمـوتِ ذاتِـه بينما----حزنوا فِـراقًـا بـاتَ مِـثْـلَ قـرائحِ
فرأيتُ منهـم صبـرَ أيُّـوبٍ فـمـا----نطـقـوا بـلـفـظـةِ عـائـبٍ كنـوائحِ
واستَرجَعـوا لـلـهِ قـولـةَ حـامـدٍ----وأزادوا شـكـرًا لـلإلـــهِ الـمـانِـحِ
فتركتَ فيهـم مـا نـراه غنـائـمًـا----خـيـرَ المـواريثِ التي مـن نـافِـحِ
أعطاكَ ربِّي بالـلحـودِ نـعـائـمًـا----لـتـرَ الجنـانَ كمـا يُـعَــدُّ لـنـاجـحِ
واجمعنا بالفردوسِ ياربَّ الدُّنـا----مـن غـيـرِ ذنــبٍ لازمٍ لـطــوارحِ
فسلامُ ربِّـي يا صديقي عليـكـمُ----من قلبِ مُـدنَـفِ صَابـرٍ مُتَصَارحِ
-
بقلم د عبده عبد الرازق أبو العلا
2021/10/16